طفل في جسد كبير … لم يُشفى بعد
صدمات الطفولة:
هي تجارب مؤلمة أو مزعجة يتعرض لها الطفل في مرحلة مبكرة من حياته، وتؤثر بشكل كبير على
نموه النفسي والعاطفي، بل وقد تمتد آثارها إلى مراحل البلوغ وما بعدها. هذه الصدمات قد تكون ناتجة عن أحداث مفاجئة أو تجارب قد ينسى الطفل لعبته، لكنه لا ينسى من كسَرها بيده.
قد يكبر الجسد، وتطول القامة، وتُنسى التفاصيل،
لكن تبقى هناك أشياء لا تكبر ، لا تنسى ، لا يتغير شُعورها .
طفل في داخلك يصرخ بصمت، جُرِح من الماض ولم يُعالَج.
إنها صدمات الطفولة، تلك اللحظات التي كُسرت فيها الثقة، أو زُرع فيها الخوف، أو تاه فيها الأمان…
فما إن نُغلق أعيننا، حتى يُفتَح الباب على تلك الذكريات القديمة، لتعيد تشكيل حكايتنا من جديد.
ما هي صدمة الطفولة؟
صدمات الطفولة لا تعني دائمًا الضرب أو العنف الجسدي فقط،
بل قد تكون:
- موقف حصل وأثر فيك سلباً
- تجاهل مستمر من أحد الوالدين.
- صراخ دائم في وجه الطفل.
- مشاهدة عنف بين الأهل.
- فقدان شخص مقرّب.
- أو حتى مقارنة جارحه متكرره
- كوارث طبيعيه او حروب
- الفقر الشديد او الحرمان
- الإهمال باشكاله عاطفي او جسدي
- صدمات تبدو “عادية” للكبار، لكنها زلزال في نفس طفل صغير يبحث عن حب وأمان فقط.
كيف تؤثر على المستقبل؟
على مستوى النفس:
- القلق الدائم، حتى دون سبب.
- انعدام الثقة بالنفس.
- جلد الذات والشعور بالذنب المستمر.
في العلاقات:
- صعوبة في بناء علاقات صحية.
- خوف من الرفض أو الهجر.
- •تعلق مرضي أو انسحاب تام.
في العمل:
- الخوف من الفشل.
- صعوبة تقبّل النقد.
- السعي المفرط للإرضاء.
هل يمكن الشفاء؟
نعم. الشفاء ممكن، لكنه يتطلب شجاعة الاعتراف أولاً، ثم:
- •التحدث عن الماضي (مع صديق، مختص، أو حتى ورقة).
- •التسامح مع الذات، وفهم أن ما حدث لم يكن ذنبك.
- •طلب الدعم النفسي من مختص عند الحاجة.
- •تثقيف النفس عن مراحل الشفاء والطفل الداخلي.
صدمات الطفولة ليست حكمًا أبديًا، لكنها إن تُركت دون علاج، تُعيد نفسها في كل زاوية من حياتك.
كن لطيفًا مع نفسك، كما تمنيت لو كان الكبار لطيفين معك.
وأعد لذالك الطفل الصغير داخلك، شيئًا من الحب الذي فقده يومًا
" ندوب الطفولة… لا تُرى ولكن تُؤلم "