تحديثات الأخبار

شهد قطاع غزة فصولاً جديدة من المأساة الإنسانية، بعد أن تمكنت فرق الإنقاذ، خلال الساعات الأخيرة، من انتشال عشرين جثماناً من محيط عيادة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، إثر تعرض القبور للنبش والتجريف من قبل آليات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على القطاع.

وأفادت مصادر ميدانية بأن الجثامين وُجدت مدفونة بشكل عشوائي نتيجة عمليات التدمير الواسعة التي طالت المقبرة والمنازل المحيطة بها، في مشهدٍ يعكس عمق الكارثة التي يعيشها المدنيون منذ اندلاع الحرب.

وفي خان يونس جنوب القطاع، واصلت طواقم الإنقاذ عمليات البحث تحت الأنقاض، وتمكنت صباح اليوم من انتشال جثامين شهيدين من منزل تعرض للقصف، في وقتٍ تعاني فيه المدينة من دمار شبه شامل في البنية التحتية والمنازل السكنية.

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع عدد الشهداء منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي إلى 242 شهيداً و622 مصاباً، فيما بلغ إجمالي الضحايا منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023 أكثر من 69,000 شهيد و170,000 مصاب، في واحدة من أعنف الحملات العسكرية التي شهدها القطاع.

ويصف خبراء حقوق الإنسان ما يجري بأنه انتهاك صارخ للقوانين الدولية الإنسانية، مؤكدين أن نبش القبور وتدمير المرافق المدنية يعدّ خرقاً واضحاً لاتفاقيات جنيف التي تحمي المدنيين في أوقات النزاعات. كما حذروا من أن استمرار هذه الانتهاكات دون محاسبة قد يؤدي إلى تصعيد إضافي في المنطقة وتفاقم الأزمة الإنسانية.

في المقابل، يعيش السكان حالة من الرعب الدائم في ظل انقطاع الكهرباء وشحّ المياه والمواد الغذائية، فيما تتواصل معاناة آلاف الأسر التي فقدت منازلها وأحباءها، وسط ضعفٍ كبير في الاستجابة الإنسانية نتيجة الحصار وتقييد حركة المساعدات.

غزة، التي تحولت إلى رمزٍ لصمود المدنيين في وجه الدمار، تواصل كفاحها من أجل البقاء وسط أنقاض المنازل والمرافق المدمرة، فيما تعمل فرق الإنقاذ في ظروف بالغة القسوة بحثًا عن ناجين تحت الركام، في مشهدٍ يلخص حجم المأساة الإنسانية المستمرة منذ سنوات.