"ثوب الفرح"... عرس جماعي يزهر فوق ركام خان يونس ويتحدى جراح الحرب
شهد قطاع غزة، مشهدًا استثنائيًا نادرًا وسط عامين من الألم والحرب، حيث أقيم عرس جماعي تحت اسم "ثوب الفرح" فوق أنقاض مدينة خان يونس التي دمّرتها الغارات وحصدت أرواح المئات.
فعلى الرغم من الدمار الهائل الذي حوّل المدينة إلى أطلال، قرر أكثر من 100 شاب وفتاة أن يواجهوا الفقد والركام بالاحتفال بالحياة. وسار الأزواج فوق بساط أحمر امتد بين الأنقاض، محاطين بأقواس من الزهور البيضاء، بينما ارتدت العرائس أثوابًا مطرزة بالتطريز الفلسطيني، وظهر العرسان ببدلات بسيطة تحاكي حلم بداية جديدة.
وبين صدى الانفجارات القديمة وأنين الركام، امتزجت الزغاريد مع موسيقى الفرح، وارتفعت الأعلام الفلسطينية فوق المباني المدمرة، في مشهد يعكس إرادة الحياة رغم كل الظروف.
وقال العريس كرم مسعد إن الفرح كان حلمًا بعيدًا في ظل شهور من الجوع والخوف والفقد، مضيفًا: "كنا نحتاج إلى هذه اللحظة بعد أن فقدنا أعزّ الناس."
أما العريس حكمت أسامة فوصف التجربة بأنها "إعلان للحياة وإصرار على البقاء، ورسالة بأن غزة قادرة على الفرح رغم أحزانها."
أقيم الحفل في ساحة مفتوحة يطوّقها الدمار من كل جانب، بحضور آلاف المشاركين الذين رددوا الأغاني الشعبية وسط الأطلال. وقد تم تنظيم وتمويل العرس بمبادرة من مؤسسة الفارس الشهم الإماراتية دعمًا لشباب غزة.
وأكد المتحدث الإعلامي للمؤسسة، شريف النيرب، أن إقامة العرس فوق الركام تهدف إلى إيصال رسالة بأن غزة قادرة على النهوض من بين الحطام، وأن الحروب لا تستطيع محو الأمل.