"صحة الكلى: دليل شامل للحفاظ على وظائف الكلى طبيعيًا"
الكلى هي أحد أهم الأعضاء في جسم الإنسان، ورغم صغر حجمها الذي لا يتجاوز حجم قبضة اليد، إلا أن دورها في الحفاظ على الحياة لا يقدر بثمن. تقع الكليتان على جانبي العمود الفقري، أسفل القفص الصدري، وتعملان على تصفية الدم، إزالة السموم، والحفاظ على توازن السوائل والأملاح. ومع أن كثيراً من الناس لا يعيرون الكلى الاهتمام الكافي، إلا أن أي خلل في عملها قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة تهدد الحياة.
ما هي وظائف الكلى؟
أولاً: الترشيح وإزالة الفضلات
الوظيفة الأساسية للكلى هي تنقية الدم من النواتج الأيضية الضارة مثل:
- اليوريا (ناتجة عن تكسير البروتينات).
- الكرياتينين (ناتج عن نشاط العضلات).
- الأمونيا وبعض السموم البيئية أو الدوائية.
- تقوم الكلى بترشيح حوالي 180 لترًا من السوائل يوميًا، لكنها تعيد امتصاص معظم الماء والأملاح، ليبقى في النهاية حوالي 1.5 إلى 2 لتر بول يُطرح خارج الجسم.
ثانياً: موازنة السوائل والأيونات
- الكلى تحافظ على توازن الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، المغنيسيوم، الكلوريد في الدم.
- تمنع زيادة أو نقص الأملاح الذي يمكن أن يؤثر على الأعصاب، العضلات، والقلب.
- تتحكم بكمية الماء المحتفظ بها أو المطروحة حسب حاجة الجسم، خاصة في حالات الجفاف أو الإفراط في شرب الماء.
ثالثاً: تنظيم ضغط الدم
من خلال إفراز هرمون الرينين، تبدأ الكلى سلسلة تفاعلات (نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون) التي تتحكم في انقباض الأوعية الدموية وحجم الدم. هذا التنظيم يحافظ على ضغط دم مناسب لتغذية الأعضاء الحيوية.
رابعاً: إنتاج الهرمونات وعوامل النمو
- الإريثروبويتين (Erythropoietin): هرمون يحفز نخاع العظم لإنتاج خلايا الدم الحمراء، ما يمنع الأنيميا.
- الكالسيتريول (الشكل النشط لفيتامين D): يحسن امتصاص الكالسيوم والفوسفات في الأمعاء، ما يحافظ على صحة العظام والأسنان.
خامساً: الحفاظ على توازن الحموضة (الـ pH)
لكلى تمنع زيادة الحموضة في الدم (Acidosis) أو القلوية الزائدة (Alkalosis) من خلال:
- طرح أيونات الهيدروجين الزائدة.
- إعادة امتصاص البيكربونات.
- هذا التوازن ضروري لعمل الإنزيمات والخلايا بكفاءة.
سادساً: التخلص من الأدوية والمواد السامة
- الكلى تطرح بقايا الأدوية مثل المضادات الحيوية ومسكنات الألم بعد استقلابها في الكبد.
- تزيل السموم التي قد تدخل مع الغذاء أو البيئة.
سابعاً: وظائف إضافية دقيقة
- المساعدة في عملية الأيض لبعض العناصر الغذائية.
- المشاركة في إنتاج الجلوكوز في حالات الصيام الطويل (Gluconeogenesis).
- المحافظة على حجم الدم الكلي من خلال التحكم في كمية السوائل.
أمراض الكلى الشائعة:
حصى الكلى (Kidney Stones) :
حصى الكلى هي ترسبات صلبة تتكون من أملاح ومعادن (مثل أوكسالات الكالسيوم أو حمض اليوريك) تتجمع داخل الكلى أو الحالب.
الأسباب:
- شرب كمية قليلة من الماء.
- الإفراط في الصوديوم أو البروتين الحيواني.
- تاريخ عائلي لحصى الكلى.
- بعض الأمراض الأيضية مثل النقرس.
2. القصور الكلوي الحاد والمزمن (Acute & Chronic Kidney Failure):
- القصور الكلوي الحاد: تدهور مفاجئ في وظائف الكلى خلال ساعات أو أيام.
- القصور الكلوي المزمن: فقدان تدريجي لوظائف الكلى على مدى أشهر أو سنوات.
الأسباب:
- الجفاف الشديد أو فقدان الدم.
- أمراض القلب أو الكبد.
- ارتفاع ضغط الدم أو السكري (في الحالات المزمنة).
- انسداد في المسالك البولية.
3. التهابات الكلى (Pyelonephritis)
عدوى بكتيرية تصيب نسيج الكلية والحوض الكلوي، غالباً ناتجة عن انتقال العدوى من المثانة أو المسالك البولية.
الأسباب:
- بكتيريا مثل الإشريكية القولونية (E. coli).
- ضعف المناعة.
- انسداد في المسالك البولية بسبب الحصى أو تضخم البروستاتا.
4. الكلى متعددة الكيسات (Polycystic Kidney Disease – PKD)
مرض وراثي يسبب نمو أكياس مملوءة بالسوائل داخل الكلى، ما يؤدي إلى تضخمها وفقدان تدريجي لوظيفتها.
الأسباب
طفرة جينية تنتقل من الوالدين (في معظم الحالات).
الوقاية من أمراض الكلى المزمنة:
أنت أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى إذا كان لديك:
- السكري
- ضغط دم مرتفع
- مرض قلبي
- تاريخ عائلي للإصابة بالفشل الكلوي
ماذا يمكنني أن أفعل للحفاظ على صحة كليتي؟
اختر أطعمة صحية لقلبك وجسمك بالكامل: فواكه طازجة، خضراوات طازجة أو مجمدة، حبوب كاملة، ومنتجات ألبان قليلة الدسم أو خالية الدسم. تناول وجبات صحية، وقلل من الملح والسكريات المضافة. استهدف أقل من ٢٣٠٠ ملليغرام من الصوديوم يوميًا. حاول أن تكون نسبة السكريات المضافة أقل من ١٠٪ من سعراتك الحرارية اليومية.