في خطوة تحمل دلالات عميقة على المستوى الاجتماعي والسياسي، أعلن ولي العهد الأردني، الأمير حسين بن عبدالله، عن قرار إعادة خدمة العلم الإجباري في المملكة الأردنية الهاشمية. يأتي هذا القرار في وقت يعيش فيه العالم العربي تحديات متعددة، ويمثل محاولة لتعزيز روح الوطنية والانتماء لدى الشباب الأردني.

من جابنه، قال رئيس الوزراء جعفر حسان إن الحكومة ستستكمل عملها في هذا البرنامج بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، ليبدأ تنفيذه مطلع العام المقبل، وستخصص الموارد اللازمة له من بند النفقات الطارئة لهذا العام للتجهيز لهذا البرنامج، وكذلك في موازنة عام 2026، وسيتمّ توضيح جميع التفاصيل المتعلّقة بالبرنامج، الذي سيطبَّق بالتدرُّج، خلال الأسابيع المقبلة.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن الحكومة سترسل إلى البرلمان، وبصفة الاستعجال، مشروع التعديلات اللازمة على قانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية، فور انعقاد الدورة البرلمانية المقبلة.

 محاربة الاغتراب الوطني

وكتب وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة في منشور عبر صفحته “ما قاله ولي العهد عند إعلانه تفعيل خدمة العلم أن من أسباب القرار تفعيل هويتنا الوطنية، وهو هدف مهم جدًا في محاربة الاغتراب الوطني لدى البعض من حيث الثقافة الوطنية والعلاقة مع الرموز والمؤسسات الوطنية … ما أعلنه الأمير قرار مهم أردنيًا على المدى البعيد”.

وقال الزميل عامر الرجوب عبر صفحته على فيسبوك إن “خدمة العلم تعمل على تدريب الشباب على حمل السلاح والعدالة المجتمعية في التدريب بين ابن عبدون وابن قريقره وترسيخ مفهوم (شو يعني الوطن) ورسالة واضحة أننا جاهزون”.

 استثمار في الشباب وصمّام أمان

ووصف النائب عطاالله الحنيطي قرار إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم بـ”التاريخي”، قائلًا “نعلن دعمنا وتأييدنا الكامل لجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، وإعلان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بعودة خدمة العلم، هذه الخطوة الوطنية التي تعزز الانتماء والانضباط، وتبني جيلاً مسلحًا بالعلم والمهارة والقيم”.

وأضاف الحنيطي، “أن خدمة العلم ليست مجرد واجب وطني، بل هي استثمار في شبابنا، وصمام أمان لمستقبل وطننا، وفرصة لغرس روح المسؤولية والعمل الجماعي في نفوس أبناء الأردن”.

وقال النائب معتز الهروط إن “قرار سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بإعادة تفعيل خدمة العلم ليس خطوة عابرة، بل رسالة واضحة بأن المرحلة تتطلب استعدادًا عمليًا وحقيقيًا، يتجاوز حدود الشجب والاستنكار إلى ميدان الفعل والدفاع عن الوطن”.

الأبعاد الاجتماعية

خدمة العلم تعد وسيلة لتعزيز الهوية الوطنية، إذ تتيح للشباب الفرصة للتدريب العسكري وتطوير مهاراتهم الحياتية. يُنظر إلى هذه الخطوة كفرصة لتوجيه طاقات الشباب نحو البناء والمساهمة الفعالة في المجتمع، خاصةً في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها المملكة.

التحليل السياسي

من الجانب السياسي، يُعتبر هذا القرار جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز الاستقرار الوطني وتعزيز الولاء للمؤسسة الملكية. يعكس قرار ولي العهد اهتمام الحكومة بتأهيل الجيل الجديد، ليكون قادراً على تحمل المسؤوليات الوطنية والمساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار.

ردود الفعل

تباينت ردود الفعل على هذا القرار بين مؤيد ومعارض. حيث اعتبره البعض خطوة إيجابية نحو إعداد جيل واعٍ ومؤهل، بينما تناول آخرون المخاوف المتعلقة بفرض الخدمة الإلزامية وكيف يمكن أن تؤثر على خصوصيات الشباب وأحلامهم في الحياة المهنية.

بهذا القرار، يُعيد ولي العهد الأردني ترتيب الأولويات الوطنية، ويؤسس لمرحلة جديدة من الانخراط الاجتماعي لشباب المملكة. يبقى أن نرى كيف ستُدار هذه الخدمة وما هي التدابير المطلوبة لضمان نجاحها وفعاليتها في تحقيق الأهداف المرجوة منها.

وأكد الأهالي أن  العودة إلى خدمة العلم خطوة تحمل آمالاً كبيرة لكنها تتطلب تخطيطاً دقيقاً ورؤى مستقبلية تحقق مصالح الأمة والشباب على حد سواء.

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي

اشترك في نشرة اخبارنا