التعليم الالكتروني في زمن الازمات
اثبتت الازمات العالمية و خاصة جائحة كورونا قدرة التعليم الالكتروني على التكيف السريع مع الظروف الطارئة.فقد اصبح وسيلة أساسية لضمان استمرارية التعليم في وقت أغلقت فيه المدارس و الجامعات أبوابها .لكن هل كان هذا التحول سلسا و ناجحا بالكامل ؟ هل حقق التعليم الالكتروني فعلا أهدافه المنشودة في ظل هذه الظروف الاستثنائية ؟
من جهة ,يحسب للتعليم الالكتروني في دوره المحوري في الحفاظ على مسيرة التعليم . فقد مكن ملايين الطلاب من مواصلة دراستهم من منازلهم ,متجاوزا بذلك قيود الحجر الصحي و اغلاق المؤسسات التعليمية.
و قد استخدمت منصات متنوعة و متطورة لتقديم الدروس و الاختبارات ,متيحة بذلك مرونة زمنية و مكانية لم تكن ممكنة سابقا .
هذا النجاح الملفت يظهر امكانات التعليم الالكتروني كحل بديل فعال في حالات الطوارئ .
لكن من جهة اخرى , كشف هذا التحول السريع عن تحديات معقدة كان من الصعب التنبؤ بها .فقد ظهرت فجوات رقمية كبيرة بين الطلاب , فبعضهم يفتقر الى الاجهزة أو الانترنت عالي السرعة,مما حرمهم من فرصة متساوية في التعلم.
كما واجه المعلمونصعوبات في التكيف مع أساليب التدريس الالكتروني الجديدة,واحتاجوا لتدريب مكثف على استخدام التقنيات الحديثةادارة الفصول الافتراضية .
بالاضافة الى ذلك , أثر النقص في التفاعل الاجتماعي المباشر سلبا على الجانب النفسي و الاجتماعي للطلاب , مما أدى الى شعورهم بالعزلة و الضغط النفسي.كما واجهت بعض الأسر صعوبة بيئة تعليمية مناسبة في المنزل ,مما أثر تركيز الطلاب و فعالية التعلم .
لذا,فان نجاح التعليم الالكتروني في ظل الظروف الطارئة لايقاس فقط بقدرته على استمرارية العملية التعليمية ,بل أيضا بقدرته على ضمان عدالة الوصول الى التعليم الجيد لجميع الطلاب .
يتطلب الامر استثمارات كبيرة في البنية التحتية الرقمية ,و تدريب المعلمين على استخدام التقنيات الحديثة و تطوير مناهج دراسية مصممة خصيصا للتعليم الالكتروني ,و التصدي للفجوات الرقمية الموجودة .
كما يجب مراعاة الجوانب النفسية و الاجتماعية للتعليم ,و توفير الدعم اللازم للطلاب و أسرهم للتغلب على التحديات التي يواجهونها.
فللتعليم الالكتروني ,بامكاناته الهائلة يمثل مستقبل التعليم ,لكن الوصول الى هذا المستقبل يتطلب تخطيطا دقيقا و استثمارات مستدامة.
المصدر ..تعليم جديد(https://www.new-educ.com)
المصدر.. زامن(https://zamn.app › blog )