الساحل الجزائري.. جواهر المتوسط التي تأسر القلوب

مدن الجزائر الساحلية:

تُعد الجزائر من الدول القليلة التي حباها الله بواجهة ساحلية تمتد لأكثر من 1200 كيلومتر على البحر الأبيض المتوسط، ما جعلها قبلةً لعشاق الطبيعة والمغامرة. تنتشر على طول هذا الساحل مدن تزخر بالجمال والتاريخ والثقافة، وتُعتبر وجهات سياحية متميزة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

عنّابة.. جوهرة الشرق الجزائري

تقع مدينة عنّابة في أقصى الشمال الشرقي للجزائر، وتُعرف بلقب جوهرة المتوسط. تمتاز بإطلالتها الخلابة على خليج عنّابة، وبمياهها الزرقاء الصافية التي تجذب الزوّار من مختلف أنحاء العالم.
تضم المدينة ميناءً بحرياً يُعدّ من أهم الموانئ الجزائرية، كما تحتضن معالم مميزة مثل:

كاتدرائية القديس أوغسطين، التي تُعد من أبرز رموز العمارة المسيحية في شمال إفريقيا.
مسجد أبي مروان، الذي بُني على أعمدة رومانية قديمة ويجسّد تمازج الحضارات.
مصانع الحديد وتكرير النفط، التي تعكس أهميتها الاقتصادية والصناعية.

تيبازة.. مدينة الآثار والساحل الذهبي

على بُعد 65 كيلومتراً غرب العاصمة الجزائر، تقع مدينة تيبازة التي تجمع بين البحر والتاريخ في لوحة فنية ساحرة. كانت هذه المدينة مستعمرة رومانية في القرن الأول قبل الميلاد، ولا تزال آثارها تروي قصص الماضي العريق.
من أبرز معالمها:

المدرج الروماني، الذي كان مركزًا للترفيه والمهرجانات القديمة.
المنطقة المسيحية القديمة التي تضم “البازيليك”، أحد أكبر المباني الدينية في شمال إفريقيا.
بقايا الأسواق الرومانية، التي كانت تبيع الأسماك والبضائع القادمة من المتوسط.

وهران.. عروس الغرب الجزائري

أما مدينة وهران، فهي ثاني أكبر مدينة في الجزائر بعد العاصمة، وتقع على خليج جميل يجعلها من أهم الموانئ المتوسطية. نشأت المدينة في القرن العاشر على يد تجار الأندلس، لتصبح لاحقًا مركزًا حضاريًا نابضًا بالحياة.
ومن أبرز معالمها السياحية:

الحي الإسباني بما فيه من أزقة ضيقة وكنيسة “سانت لويس” التاريخية.
متحف البلدية الذي يضم آثارًا رومانية وبونية، ومكتبة أوبيرت العريقة.
ميناء وهران، الذي يمتد لأكثر من 2.7 كيلومتر ويُعدّ شريانًا تجاريًا حيويًا.
مسجد باشا، أحد روائع العمارة الإسلامية، بزخارفه التي تحمل توقيع “حسن باشا”.

مدن ساحلية أخرى تخطف الأنظار

الساحل الجزائري لا يقتصر على هذه المدن فحسب، بل يمتد ليضم أكثر من 200 شاطئ و14 مدينة ساحلية أخرى، منها:

الطارف، سكيكدة، جيجل، بجاية، تيزي وزو، بومرداس، الجزائر العاصمة، الشلف، مستغانم، عين تموشنت، وتلمسان.

كل مدينة من هذه المدن تحكي حكاية مختلفة، تجمع بين زرقة البحر، وعبق التاريخ، ودفء الضيافة الجزائرية الأصيلة.

🇩🇿 الجزائر.. وجهة المتوسط القادمة

بين الجبال التي تعانق البحر، والشواطئ الممتدة على مدّ البصر، والآثار التي تروي مجداً قديماً، تظل الجزائر إحدى أجمل الوجهات الساحلية في إفريقيا والعالم العربي، تنتظر من يكتشف سحرها الخفي.