الحرب... العنوان الدائم لمعاناة الشعوب
رغم كل التقدم الذي أحرزته البشرية في ميادين العلم والاقتصاد والسياسة، لا تزال الحروب تُشكّل مشهدًا مألوفًا في نشرات الأخبار، تُزهق الأرواح، وتُدمر الحضارات، وتعيد المجتمعات إلى نقطة الصفر.
حروب القرن الحادي والعشرين: أدوات حديثة، نتائج قديمة
لم تعد الحروب مجرد مواجهات تقليدية على الأرض، فقد دخلت التكنولوجيا طرفًا رئيسيًا في الصراعات الحديثة، من الطائرات المسيرة إلى الهجمات الإلكترونية، ولكن النتيجة واحدة: دمار شامل، وخسائر بشرية فادحة، وأزمات ممتدة.
فالحرب في أوكرانيا، والصراعات المستمرة في الشرق الأوسط، وأفريقيا، والقرن الآسيوي، جميعها تعكس فشل العالم في تحقيق استقرار دائم، رغم الشعارات الأممية الرنانة عن السلام.
أرقام لا تكذب
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 100 مليون شخص حول العالم نزحوا قسرًا بسبب الحروب والنزاعات، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البشرية. كما أن معدلات الفقر والجوع تتضاعف في الدول المتأثرة بالحروب، وسط انهيار تام في البنية التحتية، والتعليم، والرعاية الصحية.
الحرب لا تقتل فقط... بل تزرع الكراهية
الحرب لا تنتهي بانسحاب الجيوش أو توقيع اتفاقيات السلام، بل تترك وراءها ندوبًا عميقة في وجدان الشعوب. أجيال كاملة تنشأ في ظل الكراهية والانقسام، مما يغذي دورة جديدة من العنف والانتقام. في هذا السياق، يصبح السلام الحقيقي أكثر من مجرد غياب إطلاق النار، بل هو مشروع طويل لإعادة بناء الثقة والذاكرة الجمعية.
السلام... مهمة الصحافة أيضًا
ليس من مهام الصحافة نقل صور الدمار فقط، بل من واجبها أيضًا تسليط الضوء على معاناة المدنيين، ومساءلة صناع القرار، ونشر ثقافة السلام. لأن الحرب تبدأ بكلمة... وقد تنتهي بكلمة.
الحرب لا تُصنع في ميادين القتال فقط، بل أيضًا في غرف السياسة، ومنابر التحريض، ومنصات الإعلام. وكما يمكن للكلمة أن تشعل نارًا، فإنها قادرة أيضًا على إطفائها. فهل آن الأوان لأن نصغي لصوت العقل قبل فوات الأوان؟
الأسواق الفلسطينية في ظل ظروف الحرب: صمود وتحديات