"التوجيهي ليس نهاية الطريق… بل بداية الوعي والمسؤولية"
تُعدّ مرحلة التوجيهي (الثانوية العامة) من أهم المراحل التعليمية في حياة الطالب، حيث تُشكّل نقطة مفصلية تحدد مستقبله الأكاديمي والمهني. يعيش خلالها الطالب وأسرته حالة من الترقب والتوتر، نظراً لما تحمله هذه السنة من ضغوط نفسية وتوقعات عالية. وفي نهاية هذه الرحلة، تتباين النتائج ما بين فرحة النجاح وألم الرسوب، لكن في كلتا الحالتين هناك دروس وفرص تستحق التأمل.
فرحة النجاح: ثمرة التعب والجهد...
النجاح في التوجيهي ليس مجرد تحصيل درجات، بل هو نتاج شهور من المثابرة، والسهر، والتحمّل. عندما تُعلن النتائج، تُصبح لحظة النجاح مصدر فخر للطالب الناجح وعائلته. لكن من المهم أن يُدرك الطالب أن النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بالمعدل، بل بما اكتسبه من مهارات وقدرته على تحديد أهدافه المستقبلية بثقة.
نصائح بعد النجاح:
- •لا تجعل المعدل وحده يحدد مستقبلك، بل اختر التخصص الذي يناسب ميولك.
- •استثمر نجاحك في تطوير ذاتك وتوسيع معارفك.
- •تذكّر أن رحلة الحياة ما زالت في بدايتها، وأن النجاح الأكاديمي لا يغني عن بناء الشخصية والقدرات.
الرسوب: نهاية مرحلة لا نهاية الحياة...
الرسوب في التوجيهي، رغم قسوته، ليس نهاية الطريق. قد يشعر الطالب بالفشل أو الخيبة، لكنه في الحقيقة فرصة لمراجعة النفس، وتقييم الأسباب، والاستعداد من جديد.
كيف تتعامل مع الرسوب؟
- لا تستسلم للمشاعر السلبية؛ كل إنسان يمر بتجربة إخفاق في حياته.
- حلّل أسباب الإخفاق بصدق، سواء كانت تقصيرًا في الدراسة، أو مشاكل صحية أو نفسية.
- اطلب الدعم من العائلة أو المرشدين التربويين، وخطط لإعادة المحاولة.
- اعلم أن النجاح لا يكون دائمًا من أول محاولة، وأن الحياة مليئة بالفرص الثانية.
دور الأسرة والمجتمع...
تلعب الأسرة دورًا محوريًا في دعم الطالب، سواء نجح أو رسب. فالفخر بالإنجاز يجب أن يُقابله تعاطف مع الفشل. أما المجتمع، فعليه أن يتخلى عن ثقافة “العيب في الرسوب”، ويحتضن الطلاب الذين لم يوفقوا، لأن الضغط الزائد يؤدي إلى آثار نفسية خطيرة.
خاتمة...
مرحلة التوجيهي هي تجربة مهمة ومليئة بالدروس، لكن لا ينبغي أن تُختزل قيمة الإنسان في نتيجة امتحان. النجاح جميل، لكنه ليس نهاية المطاف، والرسوب مؤلم، لكنه ليس حكمًا بالفشل الأبدي. الأهم هو أن يتعلم الطالب من تجربته، ويواصل طريقه بثقة وعزيمة، لأن المستقبل دائمًا يفتح أبوابه لمن يؤمن بقدراته ولا يتوقف عند العثرات