تحديثات الأخبار

بيت لحم - مارينا بوست - من شوارع فلسطين المزدحمة بالأحلام والصعوبات، انطلق الشاب محمد دويـدار ليحمل راية الوطن في بطولة العالم لألعاب القوى 2025 المقامة في طوكيو، ممثلاً فلسطين في سباق 800 متر عدو.
ورغم غياب المضامير الحديثة وقلة الإمكانيات، استطاع دويـدار أن يسجّل اسمه بين أبرز العدّائين الشباب في البطولة، في مشهدٍ أثار إعجاب الجماهير العربية والعالمية.

بداية محمد دويدار 
ولد محمد دويـدار في فلسطين ونشأ في بيئة تفتقر إلى البنية الرياضية المتطورة، لكنه لم يتعامل مع هذا النقص كعائق، بل كدافع.
يقول دويـدار في تصريحات خاصة للصحافة الأجنبية: “ركضت في سباقٍ لا يمكن أن أخسره، فكيف أخسر وقد بدأت من لا شيء؟”

بدأ تدريباته في ملاعب بسيطة، وأحياناً في طرق ترابية داخل بلدته، مستخدماً أدوات بدائية وإصراراً استثنائياً. ومع مرور السنوات، لفتت نتائجه المحلية أنظار الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى، الذي منحه الفرصة لتمثيل الوطن في المحافل الدولية.

 فلسطين في الميدان العالمي

في طوكيو، واجه دويـدار أسماءً عالمية من مدارس تدريبية متقدمة، لكنه وقف بثقة، واضعاً نصب عينيه أن مجرد المشاركة تمثل انتصاراً وطنياً، ورغم عدم صعوده إلى منصات التتويج، إلا أن مشاركته حملت بعداً رمزياً كبيراً، باعتباره الممثل الوحيد لفلسطين في البطولة، وقال مدربه في تصريحات صحفية:

“محمد لا يركض فقط من أجل نفسه، بل من أجل كل شاب فلسطيني يطمح أن يرفع علم بلده على المضمار.”

التحديات التي واجهها

تعتبر نقص الإمكانيات واحدة من أهم التحديات، حيث لا تتوفر في فلسطين مضامير أولمبية مخصصة للتدريب، ما يجبر العدّائين على استخدام ملاعب مدرسية أو شوارع عامة، كما أن قلة الدعم والتمويل الرياضي محدود، وغالباً ما يعتمد الرياضيون على مجهوداتهم الفردية.، بالإضافة إلى صعوبة الظروف السياسية والتنقل، فالسفر للمشاركة في البطولات يحتاج ترتيبات معقدة وتأشيرات طويلة المدى. ولكن رغم ذلك، واصل دويـدار العمل بصمت، مؤمناً أن طريق الأبطال لا يُعبّد بالراحة بل بالتعب.


رسالة إنسانية تتجاوز الرياضة

محمد دويـدار لم يشارك فقط كرياضي، بل كرسالة حيّة عن الإصرار الفلسطيني، وفي حديث له مع صحيفة Middle East Monitor قال:“أحلم أن أرى أطفال فلسطين يركضون في مضامير حقيقية، وأن يسمعوا أسماءهم في البطولات العالمية، هذا كل ما أريده.” في حين أن لماته لاقت تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون رمزاً للأمل والإصرار في وجه الواقع الصعب.

 نحو المستقبل

بعد عودته من طوكيو، أعلن الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى أنه يعتزم تأهيل جيل جديد من العدّائين مستلهماً تجربة دويـدار، كما يجري الحديث عن منح تدريبية دولية مقدمة من اللجنة الأولمبية الدولية لدعم الرياضيين الفلسطينيين استعداداً للألعاب القادمة.

ويأمل محمد أن يواصل مشواره نحو أولمبياد 2028، مؤكداً أن هدفه ليس فقط الفوز بالميداليات، بل “إيصال رسالة فلسطين إلى خط النهاية في كل سباق”.

قصة محمد دويـدار ليست مجرد حكاية عدّاء، بل حكاية وطن يركض نحو الحياة رغم كل العوائق، كما أن ركضه في طوكيو لم يكن مجرد سباقٍ بالثواني، بل ركضة وعي وإرادة وأمل، تذكّر العالم بأن فلسطين لا تُعرف فقط بصمودها، بل أيضاً بقدرتها على الحلم والانتصار بالروح