استقر الدولار يوم الأربعاء بعد تسجيله أكبر انخفاض خلال أكثر من ثلاثة أسابيع في الجلسة السابقة، وذلك في ظل صدور بيانات تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة التي جاءت دون التوقعات، مما عزز احتمالات تخفيف السياسات النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
تزامن هذا مع انحسار التوترات التجارية العالمية. أفادت وزارة العمل الأمريكية أن مؤشر أسعار المستهلكين قد ارتفع بنسبة 0.2% في الشهر الماضي، وهو ما يقل عن توقعات الاقتصاديين الذين توقعوا زيادة بنسبة 0.3% في استطلاع أجرته رويترز، بعد أن سجل تراجعًا بنسبة 0.1% في مارس.
وفي الوقت الحالي، من المتوقع أن يرتفع التضخم خلال الأشهر المقبلة مع زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية التي تؤثر على تكلفة السلع المستوردة، رغم تحسن التوقعات بخصوص السياسة التجارية الأمريكية بعد اتفاق مع بريطانيا الأسبوع الماضي ومحادثات مع الصين أسفرت عن هدنة لمدة 90 يومًا في الحرب التجارية المتبادلة.
وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة مع فوكس نيوز إلى أنه يمكنه تصور نفسه وهو يتفاوض مباشرة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ حول التفاصيل النهائية لاتفاق تجاري، لكنه لفت إلى أنه "ليس متأكدًا من ضرورة ذلك".
وكان ترامب قد أشار في وقت سابق من هذا الشهر إلى وجود "صفقات محتملة" مع الهند واليابان وكوريا الجنوبية.
تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة بالمقارنة مع ست عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.1% ليصل إلى 100.87 بحلول الساعة 0509 بتوقيت جرينتش بعد انخفاضه بنسبة 0.8% يوم الثلاثاء.
وكان المؤشر قد ارتفع بنسبة واحد بالمئة يوم الاثنين ليصل إلى أعلى مستوى له في شهر، بدافع من التفاؤل بأن تهدئة التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة قد تمنع ركودًا عالميًا محتملًا.
بحسب مذكرة بحثية كتبها محللون في شركة تي.دي سيكيوريتيز، "كنا نشير إلى انتعاش تكتيكي للدولار، وهو ما حدث الآن".
وأضافوا "إلى جانب الانتعاش المتواضع للدولار في الربع الثاني، فإننا نتوقع انخفاضًا آخر بنسبة خمسة بالمئة للدولار في النصف الثاني من العام، حيث يفكر المستثمرون عالميًا في تنويع استثماراتهم بعيدًا عن الأصول الأمريكية نظرًا لاستمرار الضبابية والتقلبات" في السياسات الأمريكية.
وصرحوا "بناءً على ذلك، سيمثل ارتفاع الدولار في الربع الثاني فرصًا للبيع".
ارتفع الدولار بنسبة 0.24% إلى 7.2122 يوان في التعاملات الخارجية بعد تراجعه إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر عند 7.1791 يوان يوم الثلاثاء. لكن العملة الأمريكية تراجعت بنسبة 0.41% لتصل إلى 146.89 ين، استمرارًا للانخفاض الذي شهدته بنسبة 0.66% يوم الثلاثاء.
كما انخفض الدولار بنسبة 0.1% ليصل إلى 0.8384 فرنك سويسري. ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو والجنيه الإسترليني، حيث سجلا 1.1191 دولار و1.3307 دولار على التوالي. ولا يزال الدولار منخفضًا بنحو ثلاثة بالمئة عن مستواه في الثاني من أبريل عندما أعلن ترامب عن رسوم جمركية شاملة، مما دفع المستثمرين الأجانب للابتعاد عن الأسهم والسندات الأمريكية.