كان العالم قبل أكثر من خمسمئة عام مختلفًا تمامًا عمّا هو عليه اليوم. فقد كانت مجالات الحياة مثل التعليم، والاقتصاد، والرعاية الصحية، وغيرها، بسيطة ومحدودة مقارنةً بعصرنا الحالي، حيث مسّها التطور وحسّن من جودتها، خاصة لدى عامة الناس الذين لم يكونوا من طبقة الملوك أو النبلاء. في هذا النص، نستعرض بعض الجوانب من الحياة قديمًا مع أمثلة توضّح طبيعتها في ذلك الوقت.

التعليم

في الماضي، كان تعلُّم القراءة والكتابة مقتصرًا على الأغنياء والنبلاء، بينما كان عامة الناس يفتقرون إلى هذا الحق. فالفتيات كنّ يتعلمن بعض مهارات الحياة مثل الطهو، والخياطة، والحياكة من أمهاتهن، أما الفتيان فكانوا يكتسبون مهارات آبائهم مثل النجارة أو الزراعة. القليل فقط من أبناء الأغنياء استطاعوا إكمال تعليمهم ليصبحوا معلمين أو أطباء.

وكانت مستويات التعليم تختلف من بلد إلى آخر. ففي حضارات مثل اليونان القديمة، كانت بعض الفتيات يتعلمن القراءة والكتابة بجانب المهارات المنزلية، بينما كان الفتيان الأغنياء يذهبون للمدارس لتعلم الشعر، والموسيقى، والكتابة. في روما القديمة مثلاً، كان الأطفال يُعلَّمون في المنزل على يد معلمين خاصين، بينما أبناء الطبقة المتوسطة يتلقون تعليمهم في المدارس، وغالبًا ما كان تعليم الفتيات يقتصر على المنزل فقط. أما الفقراء والفلاحون فكانوا أميين في الغالب، يكتفون بتعلم حرفة يعيشون منها.

التنقل

كان الناس في الماضي يتنقلون سيرًا على الأقدام حتى للمسافات البعيدة، أما الأغنياء فكانوا يركبون الخيول أو العربات التي تجرّها الأحصنة. وكانت الرحلات طويلة وخطرة، لأن الطرق كانت مهجورة وغير ممهدة، وإذا مرض شخص أثناء الرحلة، فكان من الصعب الحصول على مساعدة.

أما التنقل عبر الأنهار أو البحار، فكان يتم بواسطة قوارب صغيرة لا تتسع إلا لعدد قليل من الأشخاص، ثم تطورت مع الوقت لتصبح أكبر وتسمح بالسفر لمسافات أطول، لكنها لم تكن تقطع القارات كما تفعل البواخر الحديثة.

الرعاية الصحية ومعدّل الأعمار

لم تكن الرعاية الصحية متاحة لعامة الناس، فكانوا يلجؤون إلى الأعشاب الطبية المتوفرة، بينما استطاع الأغنياء زيارة الأطباء الذين كانوا قلائل ومكلفين. وكانت العلاجات محدودة تقتصر على الأعشاب، والزيوت، وخياطة الجروح، وتجبير الكسور، أما العمليات الجراحية فكانت نادرة جداً بسبب غياب البيئة المعقمة والأدوات المناسبة.

نتيجة لذلك، كان معدل وفيات الأطفال مرتفعًا جدًا، فكثيرًا ما كانت الحمى أو نزلات البرد البسيطة تؤدي إلى الوفاة بسبب نقص الأدوية. كما أدى سوء التغذية والفقر إلى إصابة الأطفال بالأمراض المزمنة. وكانت الولادات غالبًا ما تنتهي بوفاة الأم أو الطفل، بسبب غياب الرعاية الطبية أثناء الحمل والولادة. لذلك، كان من النادر أن يعيش الشخص لأكثر من خمسين عامًا، نظرًا لتدهور الصحة مع التقدم في السن، وقلة الموارد الطبية والغذائية المتاحة لكبار السن

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي

اشترك في نشرة اخبارنا