تحديثات الأخبار

-مارينا بوست-شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا خطيرًا في حجم الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون، سواء في الميدان أثناء تغطية الأحداث أو داخل السجون حيث يقبع عدد منهم في ظروف قاسية ولا إنسانية. هذه الاعتداءات لم تعد مجرد حوادث متفرقة، بل تحولت إلى ظاهرة ممنهجة تهدد حرية الصحافة والحق في الوصول إلى الحقيقة.

لا تقتصر المعاناة على الصحفيين وحدهم، فمعظم الأسرى يواجهون ظروفًا مشابهة من القمع وسلب الحقوق. لكن خطورة استهداف الصحفيين تكمن في الهدف الكامن وراءه: إسكات الكلمة الحرة، وطمس الحقيقة، وحرمان العالم من معرفة ما يجري على الأرض وفي زنازين الاحتلال.

وتشير تقارير حقوقية دولية إلى أن الاعتداء على الصحفيين بات سياسة تتنامى في مناطق الصراع، وخصوصًا في فلسطين، حيث تحولت الكاميرا إلى “خطر” يثير خشية المحتل لأنها توثق جرائمه وتكشفها للرأي العام. فالكلمة والصورة أصبحتا في نظره سلاحًا أقوى من الرصاص، لأنها تفضح وتكشف، وتبقى شاهدة رغم محاولات القمع.

الصحفيون لم يحملوا السلاح، لم يفعلوا سوى ممارسة مهنتهم ،توثيق الأحداث، نقل الحقيقة، وفضح الانتهاكات. ومع ذلك، يُلاحقون ويُستهدفون ويُعاملون كأعداء. إن الدفاع عنهم اليوم هو دفاع عن حق الإنسان في المعرفة، وعن حرية التعبير التي تختنق كلما صمت العالم عن جريمة جديدة.

إن حماية الصحفيين ليست مسؤولية المؤسسات الحقوقية وحدها، بل مسؤولية المجتمع الدولي بأسره. فصون حرية الصحافة هو صون للعدالة، وضمان للحق في الحقيقة، ودفاع عن صوت الضعفاء الذين لا يملكون سوى الكلمة لتصل معاناتهم إلى العالم