رئيس الموساد السابق يكشف تفاصيل فشل مخطط تهجير سكان غزة إلى سيناء
كشف رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق "يوسي كوهين"، في كتابه الجديد، "بالأحابيل تصنع حربا"، عن تفاصيل إفشال مصر لخطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء.
وأوضح كوهين أن الخطة، التي زعم أنها كانت تهدف لـ "تقليل الخسائر بين المدنيين"، حظيت بموافقة "الكابينيت" الإسرائيلي، وكلف شخصيا بمهمة إقناع بعض الدول العربية بها، عبر تقديم ضمانات دولية بأن التهجير سيكون لفترة مؤقتة وليس إلى الأبد.
وأفاد كوهين بأنه أجرى اتصالات مكثفة مع الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان والصين والهند لتأمين هذه الضمانات، غير أنه اصطدم بمعارضة الدول العربية وتحديدا مصر.
وأكد كوهين أن رفض مصر القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين، شكل عاملا حاسما في إجهاض المخطط الإسرائيلي، رغم الدعم الدولي الذي حظي به.
ولفت إلى أن الموقف المصري الصلب، وتأثير الأموال السعودية على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى المعارضة الأوروبية الرسمية والشعبية لتهجير الفلسطينيين، دفع واشنطن إلى تعديل مسارها باتجاه مبادرة بديلة لإنهاء الحرب، توّجت لاحقا بعقد قمة شرم الشيخ "للسلام."
ووجّه كوهين في كتابه، انتقادات لاذعة للقائمين على الدعائية الإسرائيلية خلال الحرب على غزة، واصفا أداءهم بـ"الفاشل"، ومشيرا إلى أن إسرائيل أخفقت في تقديم رواية مقنعة لتبرير عملياتها العسكرية، رغم النفوذ الكبير للّوبي الصهيوني على توجهات الإعلام العالمي.
ووفقا لكوهين، فإن الاستراتيجية الإعلامية الأمثل كانت تقتضي استغلال تصريحات قادة حماس الرافضة لحل الدولتين، لتصوير المقاومة الفلسطينية على أنها ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.
وتحدث كوهين، في الفصل الثالث من كتابه، عن بعض الجزئيات في عمل "الموساد" وأساليب تجنيد العملاء من خلال استغلال نقاط الضعف والحاجة والجنس والرغبات، مشيرا إلى أنه لعب العديد من الأدوار الاستخباراتية التنكرية خلال مسيرة عمله في الجهاز ، كـخبير آثار في بعلبك بلبنان ، وهاوي جمع أكياس الشاي، ليتمكن من التقرب من شخص لبناني يبيع الشاي في السودان.
وكشف عن نجاحه في تجنيد عدد كبير من العملاء للعمل داخل إيران ولبنان، تمكنوا من تنفيذ عمليات استخباراتية معقدة، وجمعوا معلومات وصفها بـ "الدسمة"، عن المشروع النووي الإيراني و قيادات في الحرس الثوري، وتمكن الموساد من خلالهم من اغتيال قاسم سليماني وعماد مغنية.
وأثار عدم تطرق الكتاب إلى عشرات آلاف الضحايا من المدنيين الفلسطينيين والأزمة الإنسانية في غزة نتيجة القوة العسكرية الإسرائيلية المفرطة، جدلا واسعا في الأوساط الغربية ومؤسسات حقوق الإنسان، ما دفع محللين غربيين لوصف روايته بـ"الانتقائية اللاأخلاقية المشينة".
وفي الأوساط الإسرائيلية، تعرض الكتاب لانتقادات الكثيرين، مشيرين إلى أنه لم يكشف الستار عن الخلافات الجوهرية التي دارت وما زالت قائمة بين القيادات السياسة والعسكرية والأمنية حول المسؤولية عن أحداث الـ 07 من أكتوبر 2023، وإدارة الحرب وكيفية إنهائها، فمنها ما ظهر للعلن من خلال إلقاء اللوم المتبادل والإقالات القسرية، ومنها ما لم يتكشف بعد.
كما أثيرت في الإعلام العبري تحليلات، بأن كوهين يسعى من وراء كتابه إلى "تقديم نفسه كبديل لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، وهو ما يفسر إبعاد الأخير له عن المشهد السياسي".
ويقدم كوهين نفسه في كتابه على أنه صانع السياسة الإسرئيلية، وأن جميع القرارات الحاسمة التي تفذتها بلاده خلال قيادته لجهاز الموساد، تمت بمشورته واقتراحاته، حتى أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، رحب به خلال أحد اللقاءات بينهما بالقول: " أهلا بالرجل الأقوى في الشرق الأوسط".