سعود بن معدي القحطاني: رحيل شاعر الجنوب وصوت الإنسانية الذي لن يموت
رحيل شاعر الجنوب
فقدت الساحة الشعرية أحد أهم رجالها، الشاعر السعودي سعود بن معدي القحطاني، وذلك يوم الإثنين 18 أغسطس 2025 بعد حادث مأساوي أودى بحياته أثناء تسلقه جبل سمحان في محافظة ظفار بسلطنة عُمان، حيث انزلقت قدمه أثناء الرحلة، وتم نقله فورًا إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه.
ولد القحطاني في السابع من يونيو عام 1978 في منطقة القحطة بالباحة، ونشأ في بيئة محافظة تعتز بالتراث الشعبي والثقافة الجنوبية، مما أثر بشكل واضح على تجربته الشعرية منذ صغره، والذي أبدى شغفًا كبيرًا بالكلمة والفن الشعري، متأثرًا بالفلكلور والقصص المحلية، مما شكّل الأساس الذي بنى عليه مسيرته الأدبية لاحقًا.
أكثر من 15 مجموعة شعرية للقحطاني
خيم الحزن على منصات التواصل الاجتماعي، وانهالت التعليقات والتغريدات التي نعت الفقيد بعبارات عميقة، وصفه رواد تويتر بأنه "شاعر القلب" و"صوت الجنوب الغائب"، متذكرين قصائده التي تردد صداه بعبارة "اشتاق القلم لصوته"، وتصدر خبر رحيله ترند السعودية والخليج، وتمت إعادة طرح مقاطع من قصائده بصوت مرتجف، وعجز الناشطون عن التعبير إلا بالشعور بالفراغ الكبير، وأثبتوا أن حضور الشعر لا يموت، بل يستمر ويتجدد بالحزن والذكرى.
مُشاركاته الشعرية
لم يقتصر نشاط سعود بن معدي القحطاني على الكتابة فقط، بل شارك في العديد من المهرجانات الشعرية داخل المملكة وخارجها، ومن أبرز هذه المشاركات مهرجان الجنادرية ومهرجانات خليجية وعربية، حيث قدم عروضه الشعرية أمام جمهور متنوع.
ولا ننسى أيضا ارتجاله المعروف في تقديم الشعر، ومن أبرز هذه المواقف في حفل زفاف الشاعر علي بن حمري عندما قال:
يا سايق الفنجال يا مدرج الكيف
يا اللي لذيذ البن الأشقر تسوقه
صبه لمن هو يحتزم بالمواقيف
اللي علوم الطيب دايم تشوقه
هذه أبيات شعرية شعبية تُستخدم كتحية وثناء على الكرم، وتعني أن صب القهوة (الفنجال) يجب أن يكون لمن هو أهل للكرم والمواقف الطيبة، تعبر عن تقدير الشخص الذي يقدم الضيافة ويُظهر قيم الشهامة والوفاء.
كما أن مشاركته مثلت منصة للتفاعل مع عشاق الشعر وإيصال صوته الفني إلى مستويات أوسع، مؤكدًا حضوره ومكانته كشاعر بارز في المشهد الأدبي السعودي.
إرثه الشعري
يظل الشاعر سعود بن معدي القحطاني صوتًا شعريًا مؤثرًا يعكس روح الشعر السعودي المعاصر، حيث يجمع بين الأصالة والتجديد، وأعماله ليست مجرد كلمات مكتوبة، بل هي مرآة لمشاعر وتجارب المجتمع، وتأكيداً على أن الشعر ما زال وسيلة حية للتعبير عن الهوية والقيم، من خلال نصوصه، وعلى الرغم من رحله يستمر القحطاني في إثراء المشهد الأدبي، ليترك بصمة واضحة في ذاكرة القراء وعشاق الشعر في المملكة وخارجها.