حرب بلا صوت: كيف تتحكم إسرائيل بصحة ومعدة الغزي
                                
                             
                                                        
                                في الوقت الذي تراجعت فيه تغطية أخبار الحرب في غزة، وخفض صوت الطائرات والرصاص، يواصل سكانها مواجهة مرحلة جديدة من المعاناة، تتمثل في التجويع ونقص المواد الأساسية من الغذاء. 
تحاول إسرائيل هندسة النمط الغذائي لأهل غزة، عن طريق التحكم بنوعية الطعام الذي تسمح بدخوله،  فقد كتب الناشط مالك الشنباري عبر مواقع التواصل الإجتماعي: “اليوم، رأيت على رف بسطة في السوق “شوكولاتة دبي” تتلألأ بوقاحة بين المسليات والمكسرات والقهوة، في مدينة لا تجد فيها حبة دواء. شعرت بالقهر يخنق قلبي. قبل أسبوع فقط، جبت صيدليات خان يونس كلها أبحث عن دواء لابني زين، ولم أجده إلا بالواسطة. لا دواء، لا لحوم، لا دجاج، لا وقود، ولا ما يسند حياتنا يومًا واحدًا. كل ما يغذي الجسد والروح محرم علينا, إنهم يفتحون المعابر للحلوى والقهوة والمكسرات ليقنعوا العالم أننا بخير بينما يمنعون ما يبقي الإنسان حيًا ".
فقد لاحظ المواطنون أن المتوفر في الأسواق يعتمد على النشويات والسكريات والمنبهات، بينما يغيب الغذاء المتوازن الذي يوفر البروتين والمعادن والدهون الصحية. هذا النمط الغذائي يرفع مخاطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والكلى والسكري، وفق توصيات منظمات الصحة الدولية. 
المرحلة الحالية، لا تقل خطورة عن القصف، إذ تستهدف تدمير قدرة الإنسان الصحية على المدى البعيد، فأغلب السكان يعتمدون على المعلبات ذات الأملاح العالية والمواد الحافظة، دون قدرة على تعويض ما فقده الجسم خلال الحرب.
القيود المفروضة على دخول المواد الأساسية ما زالت قائمة، ما يجعل الخيارات الغذائية محدودة جدًا، ويترك سكان القطاع تحت ضغط مستمر يهدد صحتهم واستقرارهم البدني والنفسي.
وقد أشارت منظمة اليونسيف في تقرير لها أن أكثر من مليون طفل ما زالوا يعانون من نقص حاد في المياه والغذاء، وأن آلاف الأطفال ينامون جياعًا كل ليلة رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
إن عبور الشاحنات الغذائية ليس كل ما يحتاجه الإنسان الغزي، بل يجب الوقوف على ما تحمله هذه الشاحنات من ناحية الكم والنوع.