تحديثات الأخبار

يُعتبر الإزار من الألبسة الشرعية التي ورد ذكرها في الأحاديث النبوية، وله مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، خصوصًا في لباس الإحرام أثناء الحج والعمرة. ويتساءل كثيرون: ما هو الإزار؟ وكيف يُلبس؟ وما الفرق بين الإزار والرداء؟ وما أحكامه الشرعية؟ في هذا المقال سنتناول هذه المسائل بالتفصيل، مع بيان الحكمة من لبس الإزار والرداء وأهم ما ورد فيه من أحاديث صحيحة.

 تعريف الإزار في الإسلام

الإزار هو الثوب الذي يُغطّى به النصف الأسفل من الجسم، ويكون عادة غير مخيط، يلفّه الرجل حول خصره ليستر ما بين السرة والركبة. ويُستخدم لفظ "الإزار" أيضًا بمعنى الملحفة أو المئزر، وهو ما يُستر به العورة. أما الرداء فهو ما يُغطى به الجزء العلوي من الجسد، فيلبس على الكتفين والصدر والظهر، وغالبًا ما يُرتدى الإزار والرداء معًا. وقد قال عكرمة -رضي الله عنه- في وصف ابن عباس -رضي الله عنهما-:

"رأيت ابن عباس يأتزر فيضع حاشية إزاره من مقدمه على ظهر قدميه، ويرفع من مؤخره، فقال: إنه رأى النبي ﷺ يأتزرها".

 الفرق بين الإزار والرداء

العنصر الإزار الرداء
الجزء الذي يُغطّيه الجزء السفلي من الجسد الجزء العلوي من الجسد
الهيئة يُلف حول الخصر إلى منتصف الساق يُلف حول الكتف الأيسر ويغطي الصدر والظهر
المناسبة يُستخدم في الإحرام أو الحياة اليومية يُستخدم في الإحرام والصلاة واللباس التقليدي
الخياطة غير مخيط غير مخيط

كيفية لبس الإزار

  1. يقف من أراد الائتزار فيضع الإزار بمحاذاة خصره، ثم يلف أحد أطرافه حول جسده حتى يلتف جيدًا ويثبت بالإحكام.
  2. ويُسن رفع الإزار إلى منتصف الساقين اقتداءً بالنبي ﷺ، ويمكن استخدام خيط أو تكّة لتثبيته حتى لا يسقط أو تنكشف العورة.
  3. كما أجاز العلماء عقد الإزار بعقدة أو جعل جيب صغير فيه لحمل النقود أو الحاجات، ومن هؤلاء العلماء:
  • الشافعية
  • الحنابلة
  • ابن حزم
  • ابن تيمية
  • أما فقهاء المالكية فلم يجيزوا استخدام التكّة في الإزار.

 ما لا يجوز للمُحرم لبسه

نهى النبي ﷺ عن لبس المخيط أثناء الإحرام، فقال ﷺ:

"لا يلبس القمص، ولا العمائم، ولا السراويلات، ولا البرانس، ولا الخفاف إلا أحد لا يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين، ولا تلبسوا من الثياب شيئًا مسه الزعفران أو الورس"
(رواه البخاري ومسلم)

 الحكمة من لبس الإزار والرداء في الحج

  1. التواضع والخشوع لله – حيث يخلع المسلم زينة الدنيا ويتجرد من المظاهر المادية.
  2. تذكير بيوم القيامة – يوم يأتي الناس حفاة عراة إلى ربهم، فيشعر المسلم بهيبة الموقف ويزداد تقوى.
  3. تحقيق المساواة بين المسلمين – فلا فرق بين غني وفقير، فاللباس موحد للجميع.
  4. استحضار نية الإحرام – فالإزار والرداء يذكّران المسلم بأنه في عبادة عظيمة يجب أن يصونها من الذنوب والمعاصي.

 أحكام شرعية متعلقة بالإزار

1. حكم إسبال الإزار

  • يُكره في الإسلام إسبال الإزار أي إطالته حتى يجرّ على الأرض، فقد قال النبي ﷺ: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" (رواه البخاري).
  • ويُستحب أن يكون الإزار إلى نصف الساق أو إلى الكعبين دون أن يجاوزهما، كما قال النبي ﷺ لأبي بكر رضي الله عنه: "لست ممن يصنعه خيلاء".

2. حكم الصلاة بالإزار

  • تصح صلاة الرجل بالإزار إذا غطّى عورته من السرة إلى الركبة.
  • لكن يُستحب أن يُضاف الرداء إلى الإزار، خاصة إذا كان المصلي يملك ما يغطي به منكبيه.وقد ورد في الحديث أن بعض الصحابة كانوا يصلّون بالإزار لعدم توفر غيره، فقال سهل بن سعد رضي الله عنه: "كان رجال يصلون مع النبي ﷺ عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان". (رواه البخاري)

3. حكم استبدال الإزار بالسروال في الحج

يجوز للمحرم أن يستبدل الإزار بالسروال إن لم يجد غيره، ولا فدية عليه، لقول النبي ﷺ: "من لم يجد الإزار فليلبس السراويل، ومن لم يجد النعلين فليلبس الخفين" (رواه البخاري).

إن الإزار والرداء في الإسلام ليسا مجرد لباسٍ عادي، بل رمزٌ للخشوع والتجرد من الدنيا، وتذكيرٌ للمسلم بمعاني العبودية والمساواة. كما أن الالتزام بأحكام اللباس الشرعي يعكس تقوى القلب وامتثال أوامر الله ورسوله ﷺ.

 المراجع: