سبب تسمية الأشهر الحُرم بهذا الاسم
تُعد الأشهر الحُرم من أعظم الشهور في الإسلام، لما لها من مكانة روحية وتاريخية مميزة. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث اختصها الله بالتحريم والتعظيم منذ القدم، وجعلها فرصة للمسلمين لزيادة التقوى والابتعاد عن المعاصي. ولكن ما سبب تسميتها بهذا الاسم؟ وما الحكمة من تحريم القتال فيها؟
ما هي الأشهر الحرم؟
الأشهر الحرم أربعة وهي: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب.
وقد ثبت ذلك في قول النبي ﷺ:
«السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ: ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ، ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»
(رواه البخاري)
سبب التسمية
سُمّيت هذه الأشهر بـ الأشهر الحُرم لأن الله حرَّم فيها القتال والاعتداء، وجعلها شهورًا للأمن والسلام بين الناس، حتى يتمكن الحجاج والمعتمرون من أداء شعائرهم بأمان.
وكلمة "حُرُم" جمع "حرام"، أي محرمة، والمقصود تحريم القتال والمعاصي فيها.
وكان العرب في الجاهلية يعظّمون هذه الأشهر أيضًا، فيكفون فيها عن الثأر والحروب، احترامًا لعظمتها وحرمتها. فجاء الإسلام وأقرّ هذا التعظيم، لكنه أضاف إليه البعد الإيماني، ليكون التعظيم لله وليس للعادات القبلية.
الحكمة من تحريم القتال فيها
- توفير الأمان للحجاج والمعتمرين القادمين من مختلف المناطق.
- إتاحة الفرصة للناس للتوبة والعبادة والتقرب إلى الله بعيدًا عن القتال.
- تأكيد مبدأ السلم والسلام الذي يدعو إليه الإسلام.
- غرس قيم الحرمة والاحترام للزمان والمكان في نفوس المؤمنين.
فضل الأشهر الحرم
- الأجر فيها أعظم، كما أن السيئة فيها أشدّ وزرًا.
- يُستحب فيها الإكثار من الصيام والذكر والاستغفار.
- من صام منها تطوعًا، نال أجرًا مضاعفًا، خصوصًا في شهر الله المحرم.
تسمية الأشهر الحرم بهذا الاسم تحمل في طيّاتها معنى عظيمًا، فهي تذكير للمسلمين بقدسية الزمان والمكان، وبضرورة نشر السلام والابتعاد عن الظلم والعدوان. إنها فرصة ربانية لتطهير القلوب، وتعظيم شعائر الله كما أمر.
المراجع: