في شوارع غزة المدمرة، لا تحتاج أن تكون خبيرًا لتقرأ في عيون الأطفال فصولًا من الألم، ولا تحتاج أن تسألهم لتعرف أن الحرب لم تكتفِ بسرقة ألعابهم، بل سرقت أيضًا شعورهم بالأمان.

 الخوف سيد الموقف...

يعيش الأطفال خلال القصف،  حالة من “الصدمة الحادة” (Acute Stress Reaction)، وهي استجابة طبيعية للجسد أمام الخطر، لكن عند الأطفال تأخذ شكلًا أشد قسوة:

  1.  تسارع ضربات القلب، والتصاقهم الشديد بأمهاتهم أو من تبقى من العائلة.
  2. فقدان القدرة على النوم أو النوم المتقطع مع كوابيس متكررة.
  3. البكاء المفاجئ أو الصمت الطويل وكأنهم غائبون عن الحاضر.

تُشير الدراسات في علم نفس الصدمة  إلى أن الدماغ في هذه اللحظات يسجل كل الأصوات والروائح والمشاهد، مما يجعل استعادة الأمان بعد الحرب أمرًا معقدًا.

بعد الحرب جراح لا يراها أحد...

حتى بعد توقف القصف، تبقى الحرب ساكنة في ذاكرة الطفل. يواجه أطفال غزة:

  •  اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): إعادة معايشة المشاهد عبر أحلام أو ومضات ذاكرة مؤلمة.
  • القلق المزمن: الخوف من أي صوت مرتفع، حتى لو كان بابًا يُغلق.  

    علاج كثرة التفكير والقلق

  •  مشكلات في التركيز والتحصيل الدراسي: نتيجة انشغال الدماغ بالتهديدات السابقة بدل التعلم.
  •  شعور دائم بالفقد: خصوصًا لدى من فقدوا أحد الوالدين أو الأصدقاء.

كيف يمكن مساعدة أطفال غزة؟

في علم النفس الإنساني يظهر أن التعافي يبدأ من إعادة بناء الأمان، وهذا يشمل:

  1. مساحات لعب آمنة تعيد للطفل إحساسه بالطفولة.
  2. جلسات دعم نفسي جماعي تسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم عبر الرسم أو اللعب.
  3. وجود بالغ داعم يسمعهم ويطمئنهم باستمرار.
  4. دمج القصص الإيجابية التي تحفز الأمل في المستقبل. قصص أطفال قصيرة :

خواطر عن الطفولة البريئة:

طفولة على خط النار:

أطفال غزة ليسوا أرقامًا في نشرات الأخبار، هم أحلام صغيرة تحاول أن تنجو في عالم تتساقط فيه الجدران قبل أن تكتمل ضحكهم، فالحرب قد تترك ندوبًا على المباني، لكنها تترك جراحًا أعمق في النفوس، جراحًا تحتاج سنوات من الحب والرعاية لتلتئم من جديد.