هذه ليست مجرد فكرة عابرة، بل تحدّ ملح في الوقت الحاضر
مقال للكاتب الإسرائيلي (الروسي الأصل) : ديفيد ليتفينوف، عبر الموقع الإلكتروني للقناة التاسعة الإسرائيلية
ترجمة: مؤيد دبس
في مقال مثير للجدل نشره الكاتب الإسرائيلي الروسي الأصل ديفيد ليتفينوف عبر الموقع الإلكتروني للقناة التاسعة الإسرائيلية، تساءل الكاتب عما إذا كانت إسرائيل "تائهة" وسط التحولات الجيوسياسية المتسارعة، مشيرًا إلى تدهور مكانتها العالمية وحاجتها إلى إعادة هيكلة داخلية شاملة تنقلها من النموذج الغربي التقليدي إلى نموذج جديد ذي توجه عالمي مستقل.
يرى ليتفينوف أن فقدان الشرعية الدولية لإسرائيل لا يرتبط بما يُقال عن "التجويع" أو "فظائع الجيش الإسرائيلي" أو حتى "الحق الفلسطيني بالاستقلال"، بل بجوهر الصراع الداخلي بين تيارين متناقضين: الأول، تيار ليبرالي تقدّمي يسعى لتغريب الهوية الإسرائيلية وتفكيك مكوناتها القومية، والثاني قوميّ محافظ يتمسك بإسرائيل كدولة يهودية خالصة.
ويشير الكاتب إلى أن المجتمعات الغربية التي احتضنت ملايين المهاجرين المسلمين والعرب تعاني اليوم من تفكك هويتها الجماعية، مما أضعف تضامنها مع إسرائيل، ورأى أن أوروبا تسير نحو "خلافة قارية" على حدّ وصفه. لذلك، فإن كراهية إسرائيل في رأيه نابعة من تمسّكها بكونها دولة يهودية، لا دولة متعددة القوميات.
ويحذر ليتفينوف من التيارات السياسية الإسرائيلية التي تسعى لتجريد الدولة من هويتها الدينية والقومية، معتبراً أنها تمثل "حصان طروادة" يقوّض مبررات وجود إسرائيل القومي، حتى وإن تبنّت خطاباً يمينياً مؤقتاً. ويرى أن ابتعاد الإسرائيليين عن تاريخهم ومعتقداتهم يشكل خطراً لا يقل عن التطرف الديني الحريدي، إذ يؤدي كلا الاتجاهين إلى تفكك المجتمع وانهيار المشروع الصهيوني من الداخل.
رؤية لإعادة بناء إسرائيل
دعا الكاتب إلى تأسيس "حصن قومي منيع" من خلال مجموعة إصلاحات هيكلية تشمل:
- التعليم القومي الموحّد الذي يدمج التفوق الأكاديمي بالهوية اليهودية الراسخة.
- تعزيز الوحدة الوطنية عبر وزارة مختصة تعنى بالتماسك الاجتماعي والإعلامي.
- تحديث العقيدة الأمنية للجيش الإسرائيلي بما يعكس قيم الدولة ويؤكد تفوقها التكنولوجي والعسكري.
- إعادة النظر في الحدود لتوفير عمق استراتيجي وتعزيز السيطرة على الضفة وغزة.
- بناء سياسة خارجية جديدة تقلل الاعتماد على الغرب وتعزز التحالفات المتعددة الاتجاهات.
- إصلاح القضاء عبر توافق وطني والحد من صلاحيات السلطة القضائية.
- تقوية الاقتصاد الوطني وتقليص التبعية للأسواق الخارجية، خاصة الصينية.
- استيعاب يهود الشتات باعتبار الهجرة "مهمة قومية عليا".
- إدارة القضية الفلسطينية من خلال إما تشجيع الهجرة الطوعية أو السيطرة طويلة الأمد على الإعلام والتعليم والدين لضمان تغيير القيم والمفاهيم.
ويختم ليتفينوف مقاله بدعوة صريحة إلى "إحياء الروح القومية اليهودية" باعتبارها الركيزة الأساسية لبقاء إسرائيل وازدهارها، محذرًا من أن أي انقطاع عن التاريخ والدين سيقودها إلى مصير مشابه لتفكك أوروبا.