مِنَ الآيات والحِكم: الحيوانات المرتبطة بالعقاب أو التحوّل في القرآن الكريم
يحتوي القرآن الكريم على إشارات متعددة إلى الحيوانات، سواء بوصفها مِعْبَرَة أو كرمز أو في سياق قصص الأنبياء، أو حتى في سياق عقاب وتحوّل إلهي. في بعض الآيات، تُذّكر حيوانات أو مخلوقات برزت في سياق الذم أو العقاب، أو في سياق التحول من إنسان إلى حيوان نتيجة للمعصية. في هذا المقال نستعرض بعض هذه الحالات، ونبين تفسيرها، والمخارج الفقهية والنظرية لها.
الحيوانات المرتبطة بالعقاب أو التحوّل في القرآن
1. التحول إلى قردة وخنازير
ورد في الآية:
«قُلْ أَأُنبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ الَّذِينَ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ ... الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ» (سورة المائدة: 60)
وعنهم: «...فَتَحَوَّلُوا مِنْهُ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ» (5:60)
هنا ذُكر التحول الحيواني كعقاب: إنسان مُعنِد آثر الله أصبح مثل القردة أو الخنازير، في سياق ذمّ.
الحكمة والعبرة: أن العاصي قد يُذلّ عبر تشبيه أو تحويل رمزي، والحيوان هنا رمز للوضع المخزي للعاصين.
2. صرَع المماحَك (البرص – العُقرب / العقارب)
في بعض المصادر الفقهية والحديثية يُذكر أن بعض الحيوانات (كالعقرب) تمّ ذكرها في سياق «اللعن» أو الزجر، لكن ليس بالضرورة أن تكون وردت بالاسم في القرآن بهذا المعنى. مثلاً في بحث عن «Animal Ethics: An Islamic Perspective» ورد: «Muslims are not allowed to curse or insult animals unless there is a lawful reason for it… The Prophet forbade to hit the face [of an animal]…»
بمعنى: الاعتداء أو اللعن على الحيوان ليس حُكمًا مطلقًا، بل يرتبط بظروف وأسس.
وفي سياق تحويل بعض بني إسرائيل – هناك أحاديث تشير إلى أنهم حُولوا إلى جرذان أو ما شابه.
لكن هذا ليس بالضبط «في القرآن» بعبارة «حيوانات ملعونة» مباشرة، بل نصوص تفسيرية وحديثية.
3. دور الحيوان كآية وعبرة
على سبيل المثال ما ورد في قصّة صالح مع الناقة (ناقة صالح):
«وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ ثَمُودَ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ إِذْ هُـوَ فَاخِرٌ بِكُمْ… فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُّ الصَّاعِقَةُ فَبَأْسَ عَذَابٍ» (سورة الأعراف/73-79)
وورد أن الناقة كانت آية لهم، فجرّموها وارتكبوا المعصية، فجاء العقاب.
ويكيبيديا
الحيوان هنا ليس «ملعوناً» بذاته، لكن التعامل الظالم معه كان سببًا في إظهار العذاب الربّاني.
ملاحظات فقهية وتأويلية
- ليس كل ما يبدو «حيواناً ملعوناً» ذكره القرآن بهذا التعبير الحرفي؛ كثيرٌ من النقل يعتمِد على التفسير أو الحديث أو الثقافة.
- اللعن على الحيوان مباشرة دون سبب جائز يتعارض مع تعاليم الرحمة في الإسلام، كما ذُكر في المصادر.
- الحيوانات التي وردت في سياق التحوّل أو العقاب غالبًا ما تكون رموزًا أو عبرًا، لا أن الحيوان نفسه هو مـلك اللّعنة بقدر ما هو وسيلة للعبرة.
يمكن القول إن مفهوم «حيوان ملعون في القرآن» ليس مصطلحا فقهياً مباشراً بل ربط بين بعض الآيات التي تتحدّث عن العقاب أو التحوّل الإلهي وبين حيوانات ذكرتها المصادر أو التفسير. من الأمثلة: التحول إلى قردة وخنازير في سورة المائدة، أو قصّة الناقة مع قوم ثمود. لكن يجب التنويه إلى أن الإسلام يحثّ على الرحمة بالحيوان، ولا يشجّع اللعن العشوائي للمخلوقات.
وعليه، فالمسلم يُدعى لأن يستفيد من هذه القصص والعبر، ويُجنّب الظلم للحيوان، وللبشر.