اتفاقيات أوسلو: علامة فارقة متنازع عليها في تاريخ السلام الفلسطيني-الإسرائيلي 🤝
تُعدّ اتفاقيات أوسلو سلسلة من الوثائق التاريخية التي مثلت، بالنسبة للكثيرين، نقطة تحول كبرى في مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. هذه الاتفاقيات، التي تم توقيعها على مرحلتين رئيسيتين، أرست الأساس لما عُرف لاحقاً بـ السلطة الوطنية الفلسطينية والإدارة الذاتية المؤقتة. رغم أهميتها، لا تزال هذه الاتفاقيات محل جدل وخلاف عميق بين الطرفين حتى يومنا هذا.
مراحل التوقيع والاعترفات المتبادلة
تم إبرام اتفاقيات أوسلو سراً في النرويج، لكن التوقيع الرسمي تم في عواصم مختلفة:
- أوسلو الأولى (إعلان المبادئ): وُقّعت في واشنطن العاصمة عام 1993.
- أوسلو الثانية (اتفاقية طابا): وُقّعت في طابا بمصر عام 1995.
الموقعون الرئيسيون كانوا رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، ممثلاً لـ منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف).
-
جوهر أوسلو الأولى (1993):
الأساس الذي قامت عليه الاتفاقية الأولى هو الاعتراف المتبادل:
- إسرائيل اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
- منظمة التحرير الفلسطينية قبلت حق إسرائيل في الوجود بأمان.
- دعا الاتفاق إلى عملية سلام تدريجية وفقاً لقراري مجلس الأمن 242 و 338، لكنه أجّل مناقشة قضايا "الوضع الدائم" الرئيسية، وهي: القدس، اللاجئون، الحدود، المستوطنات، والمياه.
-
أوسلو الثانية: إرساء الإدارة الانتقالية (1995)
تُسمى هذه الاتفاقية أيضاً بـ "الاتفاقية الانتقالية"، وهدفت إلى تطبيق الحكم الذاتي الفلسطيني المؤقت وإعادة الانتشار الإسرائيلي.
- أبرز البنود الانتقالية:
إنشاء السلطة الفلسطينية: أدت الاتفاقية إلى إقامة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية في الأراضي الفلسطينية، لكنها لم تلتزم صراحة بإقامة دولة مستقلة في نهاية المطاف.
- تقسيم الضفة الغربية (مناطق أ، ب، ج): تم تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق بناءً على السيطرة الإدارية والأمنية، وهو تقسيم لا يزال قائماً ومؤثراً على حياة الفلسطينيين:
- المنطقة (أ): سيطرة فلسطينية كاملة (مدنية وأمنية).
- المنطقة (ب): سيطرة فلسطينية مدنية، وسيطرة أمنية مشتركة مع إسرائيل.
- المنطقة (ج): سيطرة إسرائيلية كاملة (مدنية وأمنية).
- إلغاء بعض الاتفاقيات: ألغت الاتفاقية عدداً من الاتفاقات السابقة، مثل اتفاقية نقل السلطات واتفاقية القاهرة لعام 1994.
-
أهمية الانتخابات كخطوة ديمقراطية
نصت اتفاقيات أوسلو على إجراء انتخابات عامة باعتبارها خطوة تأسيسية نحو بناء المؤسسات الفلسطينية الديمقراطية.
- انتخابات حرة ومباشرة: تم الاتفاق على إجراء انتخابات سياسية عامة وحرة ومباشرة لـ المجلس التشريعي ورئيس السلطة التنفيذية.
- هدف انتقالي: اعتبرت هذه الانتخابات خطوة انتقالية لتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني.
- مشاركة المقدسيين: أكدت البنود حق الفلسطينيين المقيمين في القدس في المشاركة في العملية الانتخابية.
بشكل عام: رغم أن اتفاقيات أوسلو وضعت الأسس القانونية والعملية للحكم الذاتي الفلسطيني (السلطة الفلسطينية)، فإنها لم تفلح في تحقيق الحل الدائم للقضايا المصيرية، مما جعل عملية السلام تتسم بالخلاف المستمر حتى بعد مرور عقود على توقيعها.
الروابط المرجعية المختصرة والأساسية للمقال:
1. اتفاقية أوسلو الأولى (إعلان المبادئ 1993)
الأمم المتحدة (UN): النص الرسمي لـ "إعلان المبادئ" (Declaration of Principles - DOP)، يشمل الاعتراف المتبادل وأساس عملية السلام.
وزارة الخارجية الإسرائيلية: الوثائق الخاصة بتبادل رسائل الاعتراف بين إسحاق رابين وياسر عرفات.
2. اتفاقية أوسلو الثانية (الاتفاقية الانتقالية 1995)
الأمم المتحدة (UN): النص الرسمي لـ "الاتفاقية الانتقالية" (أوسلو الثانية)، التي أسست السلطة الفلسطينية وأنشأت مناطق السيطرة.
مواقع التحليل السياسي/القانوني (مثل مركز دراسات): الخرائط والشرح التفصيلي لـ مناطق (أ، ب، ج) وتقسيم الصلاحيات الأمنية والمدنية.
3. بنود الانتخابات والحكم الذاتي
وثائق السلطة الفلسطينية/لجان الانتخابات المركزية: الأحكام التي تخص إجراء الانتخابات وحق سكان القدس في المشاركة (وفقاً لملاحق أوسلو الثانية).