تحديثات الأخبار

تأثير العواطف على السلوك الإنساني

العواطف وأثرها على التفكير

تلعب العواطف دورًا أساسيًا في تنظيم العقل للتأقلم مع ضغوط الحياة، واتخاذ القرارات، وبناء العلاقات مع الآخرين. فالمشاعر الأساسية مثل: الفرح،  الاشمئزاز، التفاؤل، التوقع، الغضب، والثقة، تشكل محركًا داخليًا يؤثر على طريقة تفكير الفرد، وبالتالي على سلوكه سواء في اللحظة الراهنة أو على المدى البعيد.

أولاً: تأثير العواطف على السلوك الفوري

العاطفة رسالة فورية تصل من خلال نبرة الصوت، تعبيرات الوجه، أو أنماط السلوك.
إذا استمرت مشاعرك أكثر من ست ثوانٍ، فهذا يعني أنك تمنحها طاقة إضافية لتتحول إلى فعل ملموس.

  • مثال إيجابي: الشعور بالخوف من أسد في قفص مفتوح سيدفعك إلى الهروب حفاظًا على حياتك.

  • مثال سلبي: في المقابل، إذا اندفعت للركض خوفًا من قطة في الشارع، فهذا يعني أن العاطفة لم تتناسب مع الموقف.

ثانيًا: تأثير العواطف على السلوك المستقبلي

العواطف السلبية تصبح خبرة يتجنب الإنسان تكرارها لاحقًا.

  • مثال: الشعور بالاشمئزاز من شرب الحليب الفاسد سيدفعك في المستقبل للتأكد من صلاحيته عبر الشم أو التحقق من تاريخه قبل شربه.
    إذن، العواطف تعمل كآلية تحفيزية قوية لتوجيه السلوكيات المستقبلية نحو ما يحقق الأمان والراحة.

ثالثًا: دور التجارب الشخصية في تشكيل السلوك العاطفي

رغم أن العواطف تحفّز السلوك، إلا أن التجارب السابقة هي التي تصقله وتحدد اتجاهه.

  • مثال: الغضب قد يثير سلوكًا عدوانيًا إذا كان الشخص نشأ في بيئة مليئة بالعنف، بينما قد يقوده إلى التعاون وتقوية الروابط مع الآخرين إذا كانت تجاربه قائمة على التسامح والدعم.

رابعًا: دور العواطف في زيادة الإنتاجية

العواطف لا تحدد فقط ردود أفعالنا، بل تؤثر أيضًا على إنتاجيتنا:

  • الحفاظ على الهدوء أثناء المفاوضات يزيد فرص النجاح.

  • الحماس في مواجهة المشكلات يفتح بابًا للحلول المبتكرة.

  • أما العواطف السلبية مثل الحزن والتوتروالقلق، فقد تضعف التركيز وتقلل القدرة على الإنجاز.

عندما تكون العاطفة منظمة، يصبح العقل أكثر قدرة على التذكر، الربط بين المعلومات، والاستجابة السليمة للمواقف. في المقابل، سيطرة العاطفة السلبية تغيّر بنية الدماغ بشكل مؤقت، وتؤدي إلى استجابات غير منطقية، مثل الانعزال أو تجنب المسؤوليات.العواطف هي البوصلة التي توجه السلوك الإنساني، لكن التجارب السابقة ودرجة وعي الفرد بكيفية التعامل مع مشاعره، تحدد إن كان سلوكه سينعكس إيجابًا على حاضره ومستقبله أم سلبًا.

لقراءة المزيد من مقالات القضايا المجتمعية..اضغط هنا