تحديثات الأخبار

من بنى الأهرامات ؟

عندما يُذكر اسم الأهرامات، أول ما يخطر في أذهان الناس هو الفراعنة، الذين ارتبطت حضارتهم بهذا الصرح العظيم عبر آلاف السنين. لكنّ بعض الروايات المتداولة – خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي – تطرح فرضيات غريبة تقول إن قوم عاد هم من شيّدوا الأهرامات، وليس الفراعنة. فهل يمكن أن يكون ذلك صحيحاً؟

الأهرامات بين الأسطورة والتاريخ

تُعدّ الأهرامات من أعظم المعالم التي شُيّدت في التاريخ الإنساني، وقد ظلّ سر بنائها موضوع جدل طويل بين الباحثين والمؤرخين. ويرى أصحاب نظرية “قوم عاد” أن ضخامة الأحجار المستخدمة، والتي يصل وزن بعضها إلى مئات الأطنان، يجعل من المستحيل أن يكون المصريون القدماء قد بنوها بتقنياتهم المحدودة آنذاك. ويستدلّون على ذلك بما ورد في بعض النصوص القرآنية التي تذكر مساكن قوم عاد، معتبرين أن الأهرامات قد تكون تلك الأبنية الضخمة التي بقيت شاهدة على قوتهم.

الرأي العلمي والآثاري

لكنّ علماء الآثار يؤكدون أنّ الأهرامات بُنيت في عهد الفراعنة المصريين القدماء، وتحديدًا في فترة الأسرة الرابعة (حوالي عام 2600 قبل الميلاد).
فقد كشفت الحفريات الأثرية الحديثة عن مساكن ومقابر لعمّال مصريين قرب الأهرامات، إضافةً إلى أدواتهم وأدلة تثبت أنهم تلقّوا أجورًا وطعامًا مقابل عملهم، وهو ما ينفي فكرة أن البناء كان من صنع “قوم خارقين”.

كما تشير النقوش الجدارية في المعابد والمقابر إلى أسماء المهندسين والعمال الذين شاركوا في المشروع، مثل الوزير حم إيونو، المشرف على بناء هرم الملك خوفو.
ويقول عالم الآثار المصري زاهي حواس إنّ هذه الأدلة “تحسم الجدل تمامًا، فالأهرامات هي إنجاز مصري خالص، صنعه الإنسان بعقله وإرادته، لا بقوة غيبية”.

بين الإيمان بالأسطورة والإعجاب بالحقيقة

لا شكّ أن فكرة ربط الأهرامات بقوم عاد تحمل طابعاً مثيراً يجذب المتابعين، لكنها تبتعد عن الأدلة العلمية الموثوقة.
فما حققه المصري القديم من إنجاز هندسي ومعماري يفوق الخيال بالفعل، دون الحاجة لإرجاعه إلى قوى خارقة أو شعوب منقرضة.

تبقى الأهرامات، رغم مرور آلاف السنين، رمزًا للعبقرية الإنسانية ودرسًا خالدًا في الإبداع والعزيمة، سواء آمن الناس بأنها من صنع الفراعنة أو نسجوا حولها الأساطير.


روابط مرجعية موثوقة: