البحر الأصفر… بوابة آسيا إلى المحيط الهادئ
اين يقع البحر الأصفر؟
يُعدّ البحر الأصفر أحد أهم البحار في شرق آسيا، حيث يشكّل همزة وصل بحرية وتجارية بين الصين وشبه الجزيرة الكورية، ويمتدّ كمدخل طبيعي إلى المحيط الهادئ.
يُعرف هذا البحر أيضًا باسم هوانغ هاي (Huang Hai)، وقد اكتسب اسمه من اللون الذهبي المائل إلى الأصفر لمياهه، الناتج عن الرواسب الرملية التي يجرفها نهر هوانغ هو من صحراء غوبي، فتمنح سطحه بريقًا فريدًا يميّزه عن غيره من بحار المنطقة.
موقع استراتيجي يربط بين الشرق والغرب
يقع البحر الأصفر بين الصين من الشمال والغرب وشبه الجزيرة الكورية من الشرق، ويمتدّ شمال بحر الصين الشرقي ليشكّل معبرًا طبيعيًا نحو المحيط الهادئ.
تبلغ مساحته نحو 380 ألف كيلومتر مربع، بطول يقارب 960 كيلومترًا من الشمال إلى الجنوب، وعرض 700 كيلومتر من الشرق إلى الغرب.
ويبلغ متوسط عمقه 44 مترًا، في حين يصل أقصى عمق له إلى 152 مترًا.
ويمتد البحر من مصبّ نهر اليانغتسي في الصين حتى جزيرة جيجو في كوريا الجنوبية، محتضنًا عددًا من الجزر الهامة مثل واندو، جيجو، مويدو، وبيونغ دو.
مناخ متقلب ورياح موسمية قوية
يتسم مناخ البحر الأصفر بتناقض واضح بين الفصول، إذ يسوده الطقس البارد والجاف في الشتاء، بينما يصبح رطبًا ودافئًا في الصيف.
تهبّ الرياح الموسمية الشمالية من أواخر نوفمبر حتى مارس، وغالبًا ما تكون مصحوبة بعواصف ثلجية شديدة، خصوصًا في منطقة بوا هاي.
أما في الصيف، فتنشط الأعاصير المدارية، وتكون درجات الحرارة في البحر بين 10 و28 درجة مئوية، مع معدلات هطول أمطار تتراوح بين 500 ملم في الشمال و1000 ملم في الجنوب.
كما يكثر تشكّل الضباب البحري على طول السواحل، خاصة فوق المياه الباردة.
ثروة بحرية واقتصادية ضخمة
يُعتبر البحر الأصفر من أغنى مناطق الصيد في آسيا، حيث تعتمد كل من الصين وكوريا الجنوبية واليابان على موارده السمكية منذ عقود.
رغم انخفاض نسبة الصيد اليابانية في السنوات الأخيرة، فإن الإنتاج الصيني والكوري في ازدياد مستمر، بفضل التنوع الكبير في الأنواع البحرية التي يزخر بها البحر، مثل:
أسماك الدنيس البحري، الحبار، السمك المفلطح، الجمبري، وسمك الماكريل.
إلى جانب الصيد، يُعدّ البحر الأصفر شريانًا مهمًا للتجارة الإقليمية والملاحة البحرية، حيث تمر عبره عشرات السفن التجارية يوميًا، مما يجعله منطقة ذات أهمية اقتصادية واستراتيجية عالمية.
بين الطبيعة والتاريخ… البحر الأصفر شاهد على حضارات آسيا
منذ العصور القديمة، لعب البحر الأصفر دورًا محوريًا في التبادل الثقافي والتجاري بين الصين وكوريا واليابان، وكان مسرحًا للعديد من المعارك البحرية التاريخية.
واليوم، يظل هذا البحر شاهدًا على التكامل الآسيوي وتوازن القوى في واحدة من أكثر المناطق حيوية في العالم.
روابط مرجعية للمقال: