تحديثات الأخبار

شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية يوم أمس توقيع اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بمبادرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة مصر وقطر وتركيا إلى جانب الولايات المتحدة، ضمن قمة حملت عنوان قمة السلام حول غزة.
ووُصف الاتفاق بأنه بداية مرحلة جديدة في مسار السلام الإقليمي، حيث أعلن ترامب أن هذه الخطوة تمثل "يومًا عظيمًا للشرق الأوسط"، مؤكدًا أن المرحلة التالية ستُركّز على إعادة الإعمار ونزع سلاح الفصائل داخل القطاع.

السيسي: الاتفاق يفتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة

من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الاتفاق "يمثل لحظة تاريخية تفتح بابًا لعهد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن مصر ستواصل التنسيق مع جميع الأطراف لضمان تنفيذ بنوده.
وأعلن السيسي أن مؤتمرًا دوليًا لإعادة إعمار غزة سيُعقد في القاهرة خلال الأشهر المقبلة، مؤكدًا أن "السلام العادل هو الخيار الاستراتيجي لمصر والمنطقة".
وفي بادرة رمزية، منح السيسي نظيره الأمريكي قلادة النيل، أرفع وسام في الدولة المصرية، تقديرًا لدوره في إبرام الاتفاق.

تفاصيل الاتفاق: تبادل أسرى وانسحاب جزئي وإشراف دولي

يتضمن الاتفاق بنودًا أساسية أبرزها تبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحركة حماس، إلى جانب انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من غزة، تمهيدًا لتأسيس هيئة دولية أُطلق عليها اسم مجلس السلام الخاص بغزة، تتولى الإشراف على المرحلة الانتقالية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أعلن ترامب أنه طلب من الرئيس السيسي الانضمام إلى المجلس، قائلاً: "القاهرة ستكون في قلب العملية السياسية المقبلة".

ردود دولية: إشادة أمريكية وتحفظ إسرائيلي

وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الاتفاق بأنه "من أبرز محطات السلام العالمي خلال العقود الأخيرة"، فيما أكد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن دولًا عدة أبدت رغبتها في الانضمام إلى المجلس الدولي للإشراف على الاتفاق.
أما في الجانب الإسرائيلي، فأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه لم يتمكن من حضور القمة، لكنه شدد على أن "إسرائيل حققت إنجازات استراتيجية كبرى"، مضيفًا أن "المعركة لم تنته بعد".
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن الصليب الأحمر تسلّم أربعة رهائن من غزة، بينما وصلت دفعة من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إلى رام الله بعد الإفراج عنهم ضمن الصفقة.

ترامب: نزع السلاح شرط لإعمار غزة

أكد الرئيس الأمريكي أن "المرحلة المقبلة تركز على إعادة إعمار غزة، لكن ذلك لن يتحقق دون نزع السلاح الكامل"، مشددًا على أن التعاون الدولي بموجب الاتفاق يشكل "انتصارًا لإسرائيل والعالم بأسره".
وأضاف ترامب أن الاتفاق "انطلق كالصاروخ" وأن الجميع "سعيدون بالنتائج"، معتبرًا أن ما تحقق ثمرة "جهود دبلوماسية غير مسبوقة".

زخم دبلوماسي ومؤتمرات موازية في أوروبا

شارك في القمة عدد من القادة الإقليميين والدوليين، بينهم الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي، والرئيس التركي، وأمير قطر، والمستشار الألماني، ورؤساء وزراء بريطانيا وإيطاليا وكندا، ووزير الخارجية السعودي.
وأكد السيسي خلال الاجتماع على أهمية عقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في نوفمبر 2025، مشيرًا إلى أن قمة شرم الشيخ خلقت زخمًا دبلوماسيًا جديدًا يمكن البناء عليه.

وفي بريطانيا، نظّمت الحكومة البريطانية مؤتمرًا موازيًا جمع مسؤولين من الشرق الأوسط وأوروبا ومؤسسات مالية دولية، بهدف بحث آليات تمويل إعادة إعمار غزة.
وأعلنت مؤسسة "هالو تراست" الخيرية البريطانية استعدادها لإرسال فريق يضم 100 خبير في تفكيك الذخائر غير المنفجرة إلى غزة، في خطوة إنسانية لدعم جهود ما بعد الحرب.