طرق إنجاب الذكور: ما بين الحقائق العلمية والمعتقدات الشائعة
لطالما كان موضوع إنجاب الذكور من أكثر المواضيع التي تشغل بال الأزواج، خاصة في المجتمعات التي تولي اهتمامًا خاصًا لتوازن الجنسين داخل الأسرة. ومع التطور العلمي، ظهرت عدة نظريات ووسائل طبية وشعبية تهدف إلى **زيادة فرصة الحمل بولد**، لكن ما بين العلم والمعتقدات هناك فرق كبير يجب توضيحه.
في هذا المقال نستعرض أبرز الطرق العلمية والمجربة لإنجاب الذكور، إلى جانب المعتقدات الشائعة، وما يقوله العلم عن كل منها.
أولاً : تحديد جنس الجنين علميًا
- يتم تحديد جنس الجنين لحظة الإخصاب، عندما يلتقي الحيوان المنوي (X أو Y) بالبويضة (X).
- إذا التقت البويضة (X) بحيوان منوي يحمل (Y)، يكون الجنين ذكرًا (XY).
- أما إذا التقت بحيوان منوي يحمل (X)، يكون الجنين أنثى (XX).
- إذًا، الأب هو المسؤول وراثيًا عن تحديد جنس المولود، لأن الحيوانات المنوية فقط هي التي تحمل الكروموسوم Y أو X.
ثانياً : الطرق الطبية لتحديد جنس الجنين
1. التلقيح الصناعي مع الفرز الجيني (IVF + PGD)
- يُعتبر الاختيار الجيني قبل الزرع (PGD) الطريقة الأدق علميًا لتحديد جنس الجنين.
- تُخصب البويضات خارج الرحم (IVF)، ثم تُفحص الأجنة وراثيًا لتحديد جنسها.
- تُزرع الأجنة الذكورية فقط في رحم الأم في حال رغبتها بإنجاب ولد.
- نسبة النجاح : تصل إلى أكثر من 98٪ بحسب الجمعية الأمريكية للطب التناسلي (ASRM).
المصدر : [American Society for Reproductive Medicine]
2. فرز الحيوانات المنوية (Sperm Sorting)
- تُستخدم تقنية “مايكروسورت MicroSort” أو طرق مشابهة لفرز الحيوانات المنوية التي تحمل كروموسوم Y عن تلك التي تحمل X.
ثم تُستخدم الحيوانات المنوية المختارة لتلقيح البويضة صناعيًا.
- نسبة النجاح لإنجاب الذكور: تقارب **75–80٪.
المصدر: [NIH National Library of Medicine]
ثالثًا: الطرق الطبيعية المزعومة لإنجاب الذكور
رغم عدم وجود دليل قاطع على فعاليتها، إلا أن كثيرًا من الأزواج يلجؤون إلى الطرق الطبيعية التالية، استنادًا إلى نظريات قديمة مثل طريقة شيتلز (Shettles Method) :
1. توقيت الجماع
وفقًا لطريقة “شيتلز”، يُنصح بالجماع قبل التبويض مباشرة أو في يومه، لأن الحيوانات المنوية Y أسرع حركة لكنها أقل عمرًا من X.
لكن الدراسات الحديثة لم تجد دليلًا علميًا ثابتًا على فعالية هذه الطريقة.
المصدر: [Oxford Academic – Human Reproduction]
2. النظام الغذائي
يُقال إن النظام الغذائي الغني بالصوديوم والبوتاسيوم (مثل الموز، البطاطا، اللحوم، التمر) قد يزيد احتمال إنجاب الذكور، بينما الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمغنيسيوم (مثل الحليب والخضروات الورقية) تفضّل الإناث.
ومع ذلك، لا توجد أدلة علمية قوية تؤكد العلاقة بين الغذاء وجنس الجنين.
المصدر: [Frontiers in Nutrition]
3. وضعية الجماع
بعض المعتقدات تشير إلى أن الوضعيات العميقة قد تُسهّل وصول الحيوانات المنوية Y إلى عنق الرحم، وبالتالي زيادة فرصة الحمل بولد.
لكنها نظريات فقط دون إثبات علمي.
المصدر: [Mayo Clinic]
4. درجة الحموضة المهبلية
يُعتقد أن الوسط القلوي يساعد الحيوانات المنوية Y على البقاء فترة أطول مقارنة بالوسط الحمضي.
لذلك تلجأ بعض النساء لاستخدام غسولات قلوية قبل الجماع، إلا أن الأطباء يحذرون من ذلك لما له من أضرار على التوازن الطبيعي للبكتيريا المهبلية.
المصدر: [Cleveland Clinic]
رابعًا: خرافات شائعة حول إنجاب الذكور
- شكل البطن أو حركة الجنين لا تحدد جنسه.
- الجدول الصيني لتحديد الجنس لا يستند لأي أساس علمي.
- لا توجد علاقة مثبتة بين الجانب الذي ينام عليه الزوجان وجنس المولود.
خامسًا: رأي الأطباء
يُجمع المختصون على أن الطرق المضمونة لتحديد جنس الجنين هي الطرق الطبية فقط مثل:
- PGD بعد التلقيح الصناعي
- فرز الحيوانات المنوية
أما الطرق الطبيعية فهي احتمالية وغير مضمونة، وتبقى بنسبة نجاح 50٪ في النهاية.
وفقًا لتوصيات الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، لا يُنصح بمحاولات تحديد الجنس لأسباب غير طبية إلا تحت إشراف طبي صارم.
إن الرغبة في إنجاب الذكور أو الإناث أمر طبيعي ومفهوم، لكن يجب أن تبقى الأولوية لصحة الأم والجنين
ومع التقدم العلمي، يمكن تحقيق الرغبة في اختيار الجنس بطرق دقيقة وآمنة، شرط أن تُجرى في مراكز مختصة وتحت إشراف طبيب معتمد.
وفي النهاية، يبقى الطفل — ذكرًا كان أم أنثى — نعمة تستحق الشكر والرعاية.
📚 المراجع العلمية
1. American Society for Reproductive Medicine (ASRM).
2. National Library of Medicine (NIH).
3. Mayo Clinic – Sex selection and pregnancy.
4. Cleveland Clinic – Vaginal health and conception.
5. Frontiers in Nutrition – Maternal diet and fetal sex.
6. Oxford Academic – Timing of intercourse and conception outcomes.