نتنياهو يرفض مشاركة تركيا في قوة غزة... والكنيست يصوّت لضم الضفة الغربية
أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معارضته الضمنية لأي مشاركة تركية في القوة الدولية المزمع تشكيلها للإشراف على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً أن لدى إسرائيل "مواقف حاسمة" تجاه هذا المقترح.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال لقائه في القدس، يوم أمس الأربعاء، نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، الذي يزور إسرائيل لبحث تنفيذ خطة السلام الأمريكية الجديدة. وقال نتنياهو، ردًّا على سؤال حول نشر قوات تركية في غزة: "لدي آراء قاطعة حول ذلك. هل تريد أن تخمن ما هي؟"، في إشارة واضحة إلى رفضه للمقترح.
وفي المقابل، أشار فانس إلى أن أنقرة يمكن أن تضطلع بـ"دور بنّاء"، لكنه شدد على أن واشنطن لن تفرض على إسرائيل وجود أي قوات أجنبية "على أراضيها"، وفق تعبيره.
وشهدت العلاقات الإسرائيلية التركية تدهوراً حاداً منذ اندلاع الحرب على غزة، بعد أن وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات حادة للهجمات الإسرائيلية على القطاع، رغم فترات التقارب السابقة بين الجانبين.
تحالفات جديدة واستمرار الهدنة
أكد فانس أن وقف إطلاق النار في غزة يسير بشكل "أفضل من المتوقع"، معبّراً عن تفاؤله بأن الاتفاق قد يمهّد لتحالفات إقليمية جديدة، مشيراً إلى أن "اتفاق غزة يشكل خطوة حاسمة لتفعيل الاتفاقيات الإبراهيمية" التي أبرمت عام 2020 بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
وأوضح فانس أن المرحلة الراهنة تتضمن نزع سلاح حركة حماس وتشكيل لجنة فلسطينية بإشراف دولي لإدارة القطاع، إلى جانب نشر قوة دولية تدعم الشرطة الفلسطينية بعد إخضاع عناصرها للفحص الأمني.
وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال لقائه فانس ضرورة "بناء أمل جديد للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة"، فيما أوضح نائب الرئيس الأمريكي أن بلاده تعمل مع إسرائيل لتثبيت الهدنة وإعادة إعمار غزة.
الكنيست يصوّت لضم الضفة الغربية
بالتزامن مع زيارة فانس، أقرّ الكنيست الإسرائيلي، الأربعاء، مشروع قانون لتطبيق السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل إسرائيل وخارجها.
وجاءت نتيجة التصويت بفارق صوت واحد (25 مؤيداً مقابل 24 معارضاً)، بعدما صوّت رئيس الكنيست يولي إدلشتاين لصالح المشروع، على خلاف موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي كان قد طلب تأجيل التصويت.
المشروع الذي قدّمه رئيس حزب "نوعام" آفي معوز، قوبل برفض أمريكي واضح، إذ اعتبرته واشنطن خطوة أحادية تقوّض الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وقال معوز عقب الجلسة: "دولة إسرائيل دولة ذات سيادة، وهذه لحظة السيادة".
وفي حين حذّر نواب من أحزاب إسرائيلية من أن تمرير القانون قد يؤدي إلى توتر مع الولايات المتحدة ودول أخرى، قدّم زعيم حزب "يسرائيل بيتنو" أفيغدور ليبرمان مشروعاً موازياً لتطبيق السيادة على مستوطنة "معاليه أدوميم"، داعياً الحكومة إلى "التوقف عن المماطلة".
ملف الجثامين واتفاق الهدنة
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسلّمها جثامين 30 فلسطينياً أفرجت عنهم إسرائيل عبر الصليب الأحمر، ليرتفع عدد الجثامين المستلمة إلى 195 منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت الوزارة إلى أن بعض الجثامين "تحمل آثار تنكيل وتعذيب"، مضيفة أن الطواقم الطبية تواصل عمليات الفحص والتوثيق لتسليمها إلى ذويهم.
وفي السياق ذاته، أعلنت إسرائيل تسلّم جثماني الرهينتين تامير أدار وأرييه زلمانوفيتش بعد التحقق من هويتهما، فيما تواصل لجان مشتركة بإشراف أمريكي وإسرائيلي مراقبة تنفيذ الاتفاق من مقر تم تدشينه في كريات غات قرب تل أبيب.
ويأتي هذا التطور وسط تحذيرات أمنية إسرائيلية من أن التسارع في تنفيذ بنود خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يضر بالمصالح الأمنية الإسرائيلية، خاصة في ما يتعلق بتموضع الجيش في غزة وآليات التعامل مع الخروقات المحتملة.